106

كنت لا بد تنوح

والظاهر مما قدمناه أن المهدي كان يخالف أباه المنصور مخالفة شديدة من بعض النواحي، ويلائمه ملاءمة ما من نواح أخر؛ كان كريما مهينا للمال، بينما كان أبوه بخيلا شحيحا، ولكنه ورث عن أبيه بعض القسوة والميل إلى سفك الدماء.

1

ولم تكن السياسة لتعينه على ذلك، فقد ثبت له المنصور أركان الملك، فالتمس الدماء في تتبع الزنادقة والفتك بهم، وأسرف في ذلك حتى قتل بعض الأبرياء في قسوة تمثلها قصته مع ابن وزيره أبي عبيد الله.

وفي المهدي ناحية جديدة في خلفاء العباسيين هي الميل إلى الاعتدال السياسي في معاملة الطالبيين؛ فقد كان على شيء من الرفق بهم والعطف عليهم، لا يمنعه من اتقائهم والإشفاق منهم. وهذه السياسة الرقيقة الحازمة تذكرنا بعض التذكير بما سيكون من سياسة المأمون.

ومن أظهر خصال المهدي الشخصية غيرته على النساء، تلك التي أغرته ببشار فضربه حتى مات؛ متعللا بزندقته وإن كانت العلة الحقيقية هي استهتار بشار بالغزل.

2

وقد أورث المهدي غيرته هذه ابنه الهادي كما سترى.

هوامش

الفصل السابع

ناپیژندل شوی مخ