70

کسل مصفا

العسل المصفى من تهذيب زين الفتى في شرح سورة هل أتى‏ - الجزء1

ژانرونه

قلنا: الزمهرير شدة البرودة. وعن ابن مسعود: الزمهرير لون من العذاب.

وعن/ 101/ الأعمش: الزمهرير البرد المقطع. وكذلك روي عن مجاهد.

وذكر عن بعضهم: الزمهرير: القمر، ومعناه لا يرون فيها الشمس ولا القمر أي إن ضوء الجنة ونورها من أجرامها وعناصرها لا من شمس أو قمر، وأنشدوا:

وليلة ظلامها قد اعتكر

قطعتها والزمهرير ما زهر

أراد: القمر لم يطلع بضوئه.

والجمهور على القول الأول وأظن البيت موضوعا.

فإن قيل: ما وجه انتصاب قوله: ودانية عليهم ظلالها ؟

قلنا: فيه خمسة أوجه:

أحدها: الاتصال بنصب الجنة أي جزاؤهم جنة متكئين فيها دانية، فأتبعت النصب النصب.

الثاني: أن يكون نصبها على الحال، أي جزاؤهم ذلك في هذه الحال.

الثالث: على المدح ويكون الواو دالة على إرادة المدح لا على النسق، وينشد هذا البيت:

ويأوي إلى نسوة عاطلات

وشعثا مراضع مثل السعالي

بنصب «شعث» وبخفضه، فالنصب على الذم وهو والمدح سواء في هذه الجهة من الإعراب، والخفض بالنسق على «عاطلات ».

الرابع: وقال الفراء: إن شئت جعلت الدانية متبعة للمتكئين على سبيل القطع.

الخامس: وقال الجرجاني: وقيل: انتصابه على معنى الفعل على تأويل:

ودنت عليهم ظلالها، يدل على هذا قوله في أثره: وذللت قطوفها تذليلا / 102/ فقوله: ذللت فعل منسوق على قوله: ودانية ودانية نعت موضعه فعل.

وهم، إذا وضعوا موضع الفعل نعتا يصلوه؟ وإن كان موضعه رفعا ليعلم أن موضعه فعل كما قال امرؤ القيس:

وقوفا بها صحبي علي مطيهم

[يقولون لا تهلك أسى وتجمل]

[و] على هذا المعنى انتصب قوله مطيهم.

مخ ۸۹