وقد قيل: إن قوله: ولا تمنن تستكثر حال على تأويل «ولا تمنن مستكثرا» ومنه قول الزاجر: «يقصر يمشي ويطول باركا» معناه: يقصر ماشيا ويطول باركا.
فإن قيل: ما [هو] السبيل الذي يهدي إليه في قوله: إنا هديناه السبيل ؟
قلنا: روي عن أبي صالح ومجاهد والضحاك والسدي أن معناه: «هدي إلى مخرجه من الرحم».
وروي عن الحسن أنه قال: هديناه أي دللناه على سبيل الهدى وسبيل الضلالة.
وعن مجاهد من رواية أخرى: «الشقاء والسعادة».
وعن قتادة/ 90/: «بين له ما أحل له وما حرم عليه».
فان قيل: كيف قال: إما شاكرا وإما كفورا والله سبحانه تعالى عن الشك والريب؟
قلنا: في «إما» وجهان:
أحدهما: التخيير لاحد الأمرين أي أريناه إما طريق الشكر وإما طريق الكفر وخلقنا [ه] إما لأن يؤمن وإما لأن يكفر (1).
والثاني: أن يكون [ «إن»] التي للشرط وصلت بها كسائر ما يفعل بها ذلك و
مخ ۸۰