قال: فانصرف رسول الله صلى الله عليه حتى إذا كان الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض: ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم منه إذا باداكم بما تكرهون تركتموه، فبينا هم كذلك إذا طلع رسول الله صلى الله عليه فوثبوا إليه وثبة رجل واحد فأحاطوا به يقولون: أنت الذي تقول كذا وكذا؟ لما كان يبلغهم عنه من عيب الهتهم ودينهم (1). قال: فيقول رسول الله صلى الله عليه: نعم أنا الذي أقول ذلك.
قال: فلقد رأيت رجلا منهم أخذ بمجمع ردائه، قال: فقام أبو بكر دونه وهو يبكي ويقول: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟ (2) قال: ثم انصرفوا عنه، فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشا بلغت منه قط؟! (3).
قال ابن اسحاق: وحدثني بعض أن أم كلثوم بنت أبي بكر أنها كانت تحدث قالت: لقد رجع أبو بكر ذلك اليوم ولقد/ 23/ صدعوا فؤادي رأسه مما جذبوه بناصيته وكان رجلا كثير الشعر (4).
وعن عروة بن الزبير قال: سألت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت: أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه؟ قال: فبينما رسول الله صلى الله عليه ذات يوم في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنق النبي صلى الله عليه فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه فدفعه عن رسول الله صلى الله عليه وقال: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد
مخ ۳۲