============================================================
تعالى لكنها أفادت كمال الاستعداد المستفيض ذلك الفضل من الله بحصول التزكية.
وأما الاجتباء المحض فهو غير معلل بكسب العبد، لأن الكسب متأخر عنه والمتأخر لا يصلح علة للمتقدم، واستعداد عينه الثابتة واعتدال مزاجه ليسا من كشبه، وهذا هو حال أهل القسم الرابع.
من لا يصلح للمشيخة من السالكين ومن يصلح لها: والقسمان الأولان: لا يصلحان للمشيخة بل يتبرك بهما ويلتمس دعاؤهما، لأن السالك المجرد عن الأحوال لا يؤهل للمشيخة ولا يبلغها أصلا لبقاء صفات نفسه عليه، فليس بصاحب حال، فكيف يشتفاد منه الأحوال؟!
بل هو واقف عند حظه من رحمة الله وتوفيقه للأعمال الصالحة في مقام المعاملة والرياضة، ولا يرتقي عن مرتبته إلى حال يروح بها عن وهج المكابدة، فلا يتم أمر محبته، وذلك بحيث التذ بمحبوبه فتقرب منه حتى تقرب به إليه.
وكذا المجذوب المجرد عن الأعمال: وهو الذي من غير سلوك ومجاهدة ببادية الحق بآيات اليقين، ويرفع عن قلبه شيئا من الحجاب الظلماني بحيث يلتذ بمحبوبه، فهو وإن كان كاملا من وجه لا يصلح للتكميل إذ لا يؤخذ في طريق المعاملة، وللمعاملة أثر تام في التقريب، وهو قد قصر كماله حيث وقف عند حظه من القرب إلى الله تعالى مرؤحا بحاله غير مأخوذ في طريق أعماله غير الفريضة.
مخ ۵۶