============================================================
من وصف الروح في متعارف العامة، فهو روح متصف بوصف أخض وألطف ما عهدوه إلا أنه شيء غير الروح بالكلية كما توهمه عبارتهم،
وهكذا الذي سموه قبل الروح مؤا ليس شيئا غير القلب، بل هو قلب اتصف بوصف زائد على ما عهدوه، وهذا الترقي لا يختص بالقلب والروح، بل في مثل هذا الترقي منهما تترقى النفس إلى محل القلب، فتتصف بصفاته وتنخلع من صفاتها، إلا أنها لقرب أمرها لا يستعجم على الواجدين حالها، فيعرفون آنها النفس تبدلت صفاتها بصفات القلب.
ومن صفاتها: الطمأنينة عند متابعة الروح فتصير نفسا مطمئنة، وعلامة طمآنينتها أنها آلات تريد كثيرا من مرادات القلب قبل الترقي إلى مقام الروح، وإنما قيدنا بذلك لأنها لا تقدر أن تريد مرادات القلب بعد الترقي، إذ صار القلب بعد الترقي يريد ما يريده مولاه متبرثا عن الحول أي التحول عن المعاصي والقوة على الطاعات والإرادة بشيء من الأشياء والاختيار لأمر نفسه أو غيره فإرادته فانية والنفس لا تكون كذلك ما دامت باقية.
وإنما قيدنا بالكثير لأن النفس تريد حقوقها من الشهوات الضرورية، ولا يريد القلب ذلك بالذات، بل بالرفق للنفس المنقادة له وإلا فالقلب قد فني عن إرادته بالكلية وبقي بالحق فقد ذاق طعم العبودية بالكلية، وتخلصت عبوديته للحق، حيث صار حرا عن رقية إرادته واختياره، وكان للنفس مشاركة معه في عبودئته كما ذكرنا. انتهى.
قلت: ويمكن أن تخمل أيضا على ما ذكر هنا من جملة السر لفظ الخفي ولفظ الإخفاء المذكورين في كلام بعض الصوفية نفع الله بهم، والله
مخ ۵۳