187

عرائس البیان په حقایقو قران کي

عرائس البيان في حقائق القرآن

ژانرونه

يغفر الله ما سبق منهم بإيوائهم إلى قربه ، فإنه مولاهم وصاحبهم لا غير (1).

وذلك قوله : ( ومن يغفر الذنوب إلا الله ) وأيضا فيها إشارة إلى عشاق الله الذين استغرقوا في بحار العشق والشوق ، واحترقوا بلوائح نيران الكبرياء ، وبغتة سطوات العظمة ، فيطلبون روح الأنس بالاستراحة في مشاهدة المستحسنات ، ويرتادون مشاهدة عروس القدم في مقام الالتباس ، وعين الجمع الذي فيه رؤية الحق في مرآة الخلق ، وذلك الالتباس فاحشة منهم ؛ لأنه في طلب القدم مع رؤية الحدث ، وليس لهذا الشرط تجريد حقيقة العشق ، وإذا كانوا محترقين بنيران التوحيد والتفريد في رؤية الأزل والأبد والقدم والبقاء يطلبون النزول من مقام التوحيد إلى مقام العشق ، وهذا ظلم منهم علي أنفسهم ؛ لأنهم نقصوا حظ التوحيد بفرارهم من الفناء في التوحيد إلى بقائهم في العشق ، وقوله : ( ذكروا الله ) أي : إذا كانوا مدركين أنفسهم في مقام المكر والاستدراج ، وفقدانهم أسرار مقام الفناء ودرجاته ، يفزعون بالكلية إلى كلية الحق ، جل عن الخواطر والضمائر ؛ لأن قوله تعالى : ( ذكروا الله ) لم يقل ذكروا اسمه أو نعته أو صفته منه أو فعلا منه بل ( ذكروا الله ) أي : فنوا في الفرار منه إليه في صرف الألوهية برؤية الذات والصفات ، يدركهم الحق بانكشاف ما استأثر من نفسه لنفسه ، أو لأهل دنو دنوه الذين بقوا في الفناء وفنوا في البقاء ، لهم خاصية واصطفائية ، وأيضا فيها إشارة إلى أصحاب المواجيد والوقائع والمكاشفات الذين عادتهم السلوك في المعاملات من الطاعات والرياضات ، فإذا ورد عليهم وارد وتضييق وقت وظائفهم ، يرجعون إلى أداء الورد ، وهذا سوء أدب.

كما سئل الجريري في ذلك قال : هذا سوء أدب ، وهذا فاحشة منهم النزول من الربوبية إلى المعبودية ، والظلم تركهم مقام الوصال ، واختيارهم وسائط الأحوال ، ذكروا الله بعد تغير

مخ ۱۹۷