186

عرائس البیان په حقایقو قران کي

عرائس البيان في حقائق القرآن

ژانرونه

الخاص بأن يتقوه وينظروا إليه دون غيره ( واتقون يا أولي الألباب ) [البقرة : 197] أي : يا أهل الخصوص.

قوله تعالى : ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ) علم الحق سبحانه على الخلق ، وميلهم عن النفوس ، فدعاهم بطاعته إلى العلتين ، المغفرة والجنة ، ودعا الخواص إلى نفسه ، قال : ( ففروا إلى الله ) [الذاريات : 50].

ثم أعلم بالكل في درك امتحان الجرم ، وأثبت بالآية ذنب الكل ؛ لأنهم وإن كانوا معصومين من الزلل فذنبهم قلة معرفتهم على أقدار الحق ، كما قال عليه السلام : «لو أن الله عذب الملائكة لحق منه» (1).

فقيل : إنهم معصومون ، فقال : من قلة معرفتهم بربهم ، ولذلك دعاهم إلى مغفرته ، وأيضا خاطب العارفين بلسان الالتباس ، ودعاهم إلى الجمع ليتجلى لهم بالوسائط ، لبقائهم في المعرفة وفي الحقيقة مغفرته قربته ، وجنته مشاهدته.

قيل : طلب المغفرة هو طلب حظ النفس ، وفي آخر الآية إشارة إلى تضييق صدر الزهاد في استعظامهم ما تركوا ، فقال لهم : جنتي أجر ما تركتم ، وذكر عرض الجنة وسعتها لبخلهم ، وخسة طبعهم ، وهم الذين اتقوا الدنيا لأجل الجنة ، وفيها يصلي العارفين من صداع سوء جوار المنكرين ، فقال : جنتي واسعة اسكنوا حيث شئتم في جوار الكريم المقدس من سوء جوار المنكرين.

قوله تعالى : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ) هذه الآية إشارة إلى قوم أخطئوا في السماع ، ومجالستهم مع حظوظ أنفسهم وبقايا صفات البشرية ، فهم حيث جلسوا بغير حضور ولا شهود ، ولا مراقبة ولا تقديس الأسرار في طلب الأنوار الفاحشة منهم ، سماع القول وإظهار الوجد مع حظوظ النفس وحظ البشرية ، والظلم منهم دعوى المعاملات والولايات ، وهم يعلمون أنهم ليسوا على التحقيق في السماع وإظهار الوجد ، فأدركهم الله بفيض رحمته ؛ حيث عرفهم فضائح نفسهم عنده ، ويلقيهم في رؤية التعبير والعتاب.

ويضيق صدورهم بتلك الفاحشة والظلم ، فيذكرون الله بشرط الندم ، ورؤية التقصير والخجل بين يديه ، وسقوطهم عن عيون المشايخ ، فيستغفرون الله من كذب دعواهم بنية الصدق في التبرئ عن دعوى ما ليس لهم ، وإذا كان الأمر كذلك ، ولم يصروا على ما فعلوه ،

مخ ۱۹۶