95

عقلي وعقلک

عقلي وعقلك

ژانرونه

وواضح أن المجتمع يكلف الرجل أكثر مما يكلف المرأة، ويعرضه للأزمات النفسية التي تتصل بالنجاح المالي والكرامة الاجتماعية أكثر مما يكلف المرأة التي كثيرا ما يؤدي انفصالها واحتجازها في البيت إلى «انفصال» نفسي من أوزان المجتمع وقيمه؛ ولذلك هو عرضة - اجتماعيا - للانتحار أكثر منها، ولكن حتى مع هذا الاعتبار لا تتمالك الإحساس بأنها أقدر على تحمل الصدمة العاطفية والتغلب عليها.

والجريمة مثل الانتحار في التقدير السيكلوجي، ولكن في الجريمة أيضا لون العدوان وهو من خصائص الذكر في الحيوان والإنسان أكثر مما هو من خصائص الأنثى، فجرائم الاغتيال في الولايات المتحدة (1399-1940) بلغت من الرجال 1955 ومن النساء 143، والسرقة من الرجال 5273 ومن النساء 69.

وهناك خصائص بيولوجية تعين الجريمة؛ فإن الاغتصاب مثلا جريمة لا تستطيع المرأة أن ترتكبها في الرجل؛ لأنه إذا لم يكن في حال التهيج الجنسي فلا يستطيع أن يخدم المرأة، ولكن المرأة على العكس تخدم الرجل وهي مغتصبة، ولذلك فشت الدعارة الحرفية بين النساء دون الرجال.

وقد ذكرنا أن المسارة والمواربة تسودان أخلاق المرأة، وعللنا ذلك بأن المرأة تطالب بكظوم كثيرة لا يطالب بها الرجل، ثم إن الحيض يحملها أيضا على التخفي وتجنب الصراحة، وهذه الحال تغشى كل حياتها النفسية وتجد في إثرها مركبات من الحياء إلى الميل إلى التبصر والتكهن.

وللاتصال الجنسي أيضا أثره في أخلاق الرجل والمرأة؛ فإن العاطفة الجنسية تغشى حياتنا رجالا ونساء، والوضع الذي نتخذه وهو الاستعلاء المادي للرجل والخضوع والاستلقاء من المرأة، كما أن المبادأة من الرجل والاستجابة من المرأة، وكل هذا يؤدي إلى أن الرجل يسير في الحياة بروح عدواني يبادئ المشكلات ولا يتراجع، ويطلب التفوق والسيادة، في حين أنها هي تطلب في الحياة السرور ولا تبادئ بل تتلقى وتستجيب، ثم هذا الوضع نفسه مسئول إلى حد ما عن النظرة المتعالية التي ينظر بها الرجل إلى المرأة، ويجب ألا ننسى هنا أيضا أن الاشتهاء الجنسي في الرجل يختلط بالروح العدواني، وقد يتفاقم هذا العدوان فيؤدي إلى «السادية» أي: الرغبة في إيلام المرأة وقت اللقاء الجنسي حتى يجرحها أو يقتلها.

الحياة الجنسية

كي نعيش الحياة السعيدة، أو على الأقل الحياة السليمة، يجب أن نعنى بأربعة أشياء هي:

الحياة الجنسية؛ أي: علاقتنا السليمة بالجنس الآخر.

والحياة الحرفية؛ أي: العمل الذي نكسب منه.

والحياة الاجتماعية؛ أي: علاقتنا بالمجتمع والأخذ بمقاييسه وقيمه.

ناپیژندل شوی مخ