139

عقلي وعقلک

عقلي وعقلك

ژانرونه

ويقول أدلر: إن النيوروزي يكاد يتضرع إلينا: «اعذروني يا ناس، أنا وقعت بي هذه المصيبة، أنا عاجز عن العمل لأني دميم الوجه (= مركب نقص) والناس يضحكون مني، كيف أتزوج بهذا الوجه؟»

ويرد أدلر في حكمة عالية: «لنفرض ذلك، وأنه قد وقعت بك مصيبة كما يقع المرض بالإنسان، ولكن لسنا في حاجة لأن تصف لنا ما فعله بك المرض وأن تبكي على هذا، بل أخبرنا ماذا فعلت أنت بالمرض؟»

أجل، لو شرع هذا النيوروزي في أن يفعل شيئا بهذا المرض إذن لشرع في علاج نفسه.

وعندما يضرب النيوروزي عن العمل والكسب والاجتماع والزواج يقول: «ماذا عندي من كفايات؟» ويقعد متعطلا عقيما، يجب أن نقول له نحن: «ماذا فعلت بالقليل الذي عندك من الكفايات مهما قلت ومهما صغرت؟ ماذا فعلت بها؟»

لأن النيوروزي عندما يشرع في عمل ما بأقل كفاياته، عندئذ يشرع في أن يكون سويا كسائر الناس.

وإذا أردت أن تعرف أيها القارئ هل أنت سوي أم نيوروزي فاسأل نفسك: ما هو موقفي في العمل والحب والاجتماع والفراغ؟ وعلى قدر نجاحك في هذه الأربعة تكون سويا، وعلى فشلك فيها أو في أحدهما تكون نيوروزيا.

وأخيرا ينصح أدلر باتخاذ هذه الحكمة: كن خدوما، اخدم الناس، أعط بسخاء، ولا تكف عن العطاء، أعط نقودك وذهنك وتعبك لخدمة غيرك، اكسب المال كي لا تكون عبئا على غيرك، وأحبب وتزوج وعل عائلة، آنس الناس واجتمع بهم وتعاون معهم، واملأ فراغك بما يفيدك ويفيد غيرك.

وكان أدلر اشتراكيا؛ لأنه وجد أن المباراة تحدث التوترات النفسية التي يجب أن نتجنبها، وأن الاشتراكية تعاون وخدمة وحب.

يحدث النيوروز - بل يكثر - إذا كان الوسط يطالبنا بمجهود شاق ونحن - لسبب ما - نعجز عن القيام به ، وهو أكثر حدوثا من المتاعب الصغيرة المتكررة كل يوم من الصدمة العنيفة تقع مرة في حياتنا؛ ولذلك نحن نعجز عن تحمل التوبيخات والإهانات والتهديدات، كل يوم، من الرئيس أو الحماة، ولكنا نتحمل الإفلاس يقع مدة ويقضي على أموالنا ولكنه لا يتكرر كل يوم.

وكالطفل يكون متعبا أو كارها للدرس ثم نحمله على الدرس بدلا من أن يلعب، وكالمراهق ترهقه الغريزة الجنسية ثم نحرمه ونطالبه بواجباته اليومية.

ناپیژندل شوی مخ