( قد رأينا كان أشفى على الهلك *** فرأته نجاته حين أشفى ) ثم خرج عني ولم يقعد, فتفاءلت بقوله, فلم يخرج اليوم حتى جاءني رسول القادر بالله , ومعه ثياب ودنانير, وبغلة بمركب, ثم قال لي : أجب أمير المؤمنين, وسلم إلى الدنانير والثياب والبغلة, فغيرت من حالي, ودخلت الحمام , وصرت إلى القادر بالله, فرد إلى قضاء الكوفة وأعمالها , وأثرى حالي, أو كما قال
مولده في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وثلثمائة, ووفاته في ربيع الآخر, ودفن بقبر إمامنا, انتهى ما قاله ابن أبي يعلى مخلصا
نص
عقيدة أبي علي الهاشمي
قال الإمام العلامة ابن أبي يعلى في ((طبقات الحنابلة))( ج: 2 ص: 183))(1) :
قرأت على المبارك بن عبد الجبار من أصله في حلقتنا بجامع المنصور قلت له : حدثك القاضي الشريف أبو علي قال :
باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب الديانات
حقيقة الإيمان عند أهل الأديان الاعتقاد بالقلب, والنطق باللسان:
أن الله تعالى واحد أحد
فرد صمد
لا يغيره الأبد
ليس له والد ولا ولد
وأنه سميع بصير
بديع قدير
حكيم خبير
علي كبير
ولي نصير
قوي مجير
ليس له شبيه ولا نظير
ولا عون ولا ظهير ,ولا شريك ولا وزير
ولا ند ولا مشير
سبق الأشياء فهو قديم لا كقدمها
وعلم كون وجودها في نهاية عدمها
لم تملكه الخواطر فتكيفه
ولم تدركه الأبصار فتصفه
ولم يخل من علمه مكان فيقع به التأيين
ولم يقدمه زمان فينطلق عليه التأوين, ولم يتقدمه دهر ولا حين
ولا كان قبله كون ولا تكوين
ولا تجري ماهيته في مقال, ولا تخطر كيفيته ببال
ولا يدخل في الأمثال والأشكال
صفاته كذاته , ليس بجسم في صفاته , جل أن يشبه بمبتدعاته, أو يضاف إلى مصنوعاته { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } (الشورى: 11 )
أراد ما الخلق فاعلوه, ولو عصمهم لما خالفوه , ولو أراد أن يطيعوه جميعا لأطاعوه
خلق الخلائق وأفعالهم, وقدر أرزاقهم وآجالهم
لا سمي له في أرضه وسماواته
على العرش استوى , وعلى الملك احتوى, وعلمه محيط بالأشياء
كذلك سئل الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه عن قوله عز وجل:
مخ ۲