المعرفة الثامنة
قال أهل الإسلام كافة: إن الله تعالى لا يفعل القبيح.
وقالت المطرفية: أما الشواهة والقباحة فهي منسوبة إليه من قبل الفطرة والتركيب، وإن كانت قبيحة، وكذلك كل منقول عنه فإنه قبيح، وإن كان مسنوبا إليه تعالى وهذا لا يصح؛ لأن الشواهة والأشياء المنفرة إن كانت من فعله تعالى فهي حسنة؛ لأن الله تعالى لا يفعل القبيح من حيث هو عالم بقبحه أي يستحق عليها الذم فإنها ليست من فعله، لكنها من فعله تعالى فهي إذاحسنة، قال المسلمون: إنها وإن كانت منفرة في الطباع فهي حكمة في الخلق والإبداع؛ لأنها فعلت للصلاح لا للفساد، ولم يقصد بها ظلم العباد.
المعرفة التاسعة
قال أهل الإسلام كافة: إن الآفات والعاهات والأمراض وغيرها نحو الحمى والصداع، والعمى والصمم، والجذام والبرص، والحيوان والصراع، وما أشسه ذلك من خلق الحكيم وحكمة البر الرحيم.
وقالت المطرفية: إنها ليس يجوز أن تكون من فعل الله تعالى، ولا إحداثه ولا إنشائه، ولا من خلقه ولا ابتدائه وهذا محال؛ لأنها محدثة بعد أن لم تكن، وكل محدث لابد له من محدث قادر، وإذا لم يكن حدوثها منا وجب أن يكون منه.
مخ ۸