المعرفة الثامنة والأربعون
قال أهل الإسلام كافة: إن العقل ليس بفعل الفاعل، وإنما الله تعالى له فاعل.
وقالت المطرفية: بل العقل فعل الفاعل، وهذا تناقض القول بأن العقل قلب العاقل؛ لأنه ليس له فاعل، ولا يقول ذلك إلا الجاهل؛ لأن العقل لا يحصل بحسب قصودنا ودواعينا، ولا ينبغي بحسب كراهتنا وصوارفنا، وقد تعلننا النوم فلا نطيق فعله، فكان يجب أن يصح منا أن نجعل انفسنا أعقل العاقلين؛ ولأن العقل حجة الله تعالى علينا وأفعالنا ليست بحجة علينا يجب اتباعها؛ لأنها تشتمل على الحسن والقبيح.
المعرفة التاسعة والأربعون
قال أهل الإسلام كافة: إن العبد قادر أن يحرك الجسم وحركته فعله، وقادر أن يسكنه وسكونه فعله، وقادر أن يجمعه واجتماعه فعله.
وقالت المطرفية: إن العبد قادر أن يحرك الجسم وفعل الله تعالى حركته، وقادر أن يسكنه وفعل الله تعالى سكونه، وقادر أن يجمعه وفعل الله اجتماعه، وقادر أن يفرقه وفعل الله افتراقه، وقادر أن يؤلمه وفعل الله ألمه، وهذا من الكلام المتناقض الذي لا يقبله عقل سليم، ولهذا لا يجوز أن يقال: حركه وما فعل الحركة فيه، وما حركه وكذلك سائرها.
مخ ۳۰