المعرفة التاسعة والعشرون
قال أهل الإسلام كافة: إن الله تعالى قصد جميع أفعاله، وأرادها عند حدودها واعتمدها.
وقالت المطرفية: ما جعل الله من أفعاله بالقصد ولا بالعمد، إلا الأصول الأربعة، وبعضهم قال: أو المعجزات، وقال بعضهم: أو النقمات.
وروى الإمام أحمد بن سليمان عليهم السلام أن رجلا من أهل مسلم اللحجي قال في مجلس حافل وقال بصوت جهير: من قال إن الله قصد شيئا من أفعاله غير الأصول الأربعة والمعجزات والنقم فقد كفر، فجعلوا السماوات والأرضين، والأشجار والأزهار، والأوراق والثمار، والبراري والبحار، وغير ذلك من الأجسام الكبار والصغار حادث بغير اختيار العزيز القهار الجبار، وكفروا مع ذلك الاختيار، وهذا ما يقوله إلا أحد الكفار، وهذا يخالف ما يعلم بضرورة الدين، وما يظهر من الأنبياء المرسلين، صلوات الله عليهم أجمعين، وما جاء به القرآن المبين، وفيه اعتقاد العجز والجهل على رب العالمين، ولأنه تعالى أحدثها وهو عالم بها غير ساه ولا مكره، وكل ما هذه حاله لابد أن يكون قاصدا إليها حالة إحداثها.
مخ ۱۸