91

ويقول كنديد: «يا لها من مصائب متسلسلة! أوجب أن تعود كونيغوند حسناء حتى تجعلني ديوثا!»

ويقول بنغلوس: «لا ضير في أن تكون كونيغوند حسناء أو شوهاء، وأن تكون بين ذراعيك أو ذراعي غيرك، فلا يؤثر هذا في النظام العام، وأما أنا فأتمنى لها ذرية كثيرة، ولا يبالي الفلاسفة بمن يضع النساء له أولادا على أن يلدن، فالأهلون ...»

ويقول مارتن: «آه! يجدر بالفلاسفة أن يعنوا بجعل أناس قليلين سعداء، أكثر من حمل الناس على تكثير النوع الوجع ...»

وبينما كانوا يتحادثون سمعوا ضجيجا، فقد كان أمير البحر يتلهى بمشاهدته ضرب اثني عشر عبدا على ألياتهم، ويذعر كنديد وبنغلوس، فينفصلان عن أصدقائهما دامعي الأعين، سالكين طريق الآستانة بأسرع ما يمكن.

وفي الآستانة يجدان جميع الناس في هرج، فقد كانت النار مشتعلة في ضاحية بك أوغلي، وكانت النار قد التهمت ما بين خمسمائة من المنازل وستمائة، وهلك بين اللهب ما بين ألفي إنسان وثلاثة آلاف إنسان.

ويصرخ كنديد: «يا لها من بلية هائلة!»

ويقول بنغلوس: «كل شيء حسن، فمثل هذه الحوادث الصغيرة مما يقع كل عام، ومن الطبيعي أن تلتهم النار ما هو خشبي من المنازل، وأن تحرق من يكون فيها، ثم إن هذا يسفر عن وسائل لبعض ذوي الصلاح الذين يضنون بؤسا ...»

ويقول أحد موظفي الباب العالي: «ما أسمع؟ كيف تجرؤ أن تقول أيها الشقي إن كل شيء حسن، على حين يحترق نصف الآستانة؟ اذهب أيها الكلب، الذي لعنه النبي، اذهب إلى حيث تلقى جزاء وقاحتك!»

يقول هذا، ويمسك بنغلوس من وسطه ويلقيه في اللهب، ويكاد كنديد يموت خوفا، فيجرر نفسه ما استطاع إلى حي مجاور، حيث كل شيء أكثر هدوءا، وحيث نرى ما حدث له، كما في الفصل الآتي.

الفصل الحادي عشر

ناپیژندل شوی مخ