په قصد … اورېدل وکړ‎

یوسف ادریس d. 1412 AH
53

په قصد … اورېدل وکړ‎

عن عمد … اسمع تسمع‎

ژانرونه

وتريدون الجدية في برامج التليفزيون - للنظر إليه أولا بالمكبر - إنه جهاز ناضج يخاطب شعبا ناضجا، وليس صندوق دنيا يخاطب مجموعة أطفال ويعرض أي شيء إلا أهم الأشياء في حياتنا، ويناقش أي شيء إلا ما يستحق فعلا أن يناقش وأن يطرح على الرأي العام.

تريدون الجدية، أحيلوا جهاز التليفزيون من جهاز تدليك وتخدير إلى جهاز إيقاظ وتوعية، جهاز عرض حقيقي لكل ما هو حقيقي في حياتنا؛ فبهذا - وبهذا وحده - تتحول البرامج إلى برامج جادة فعلا؛ لأنها ستتحول إلى برامج «ممتعة» فعلا.

موضة

بالشرف، إننا فعلا قوم غرباء.

خذ مثلا أزمة المواصلات. لقد قالت لي مرة سائحة ألمانية إنها لم تر في حياتها أبشع أو أفظع من منظر المصريين وهم محشورون في الأتوبيسات والقطارات بهذا الكم وبهذا التلاحم الذي ربما نحن قد اعتدنا عليه ولم يعد يدهشنا. ولكن إذا رأته العين الغريبة لأول وهلة فإنها لا بد تصاب بالرعب، وهذا بالضبط ما حدث للسائحة الألمانية.

إننا نفكر في حل مشكلة المواصلات تفكيرات غريبة فعلا، فنحن ندرس إمكان حلها عن طريق مترو الأنفاق مثلما فعلت لندن وغيرها، وغير مدركين أن مترو لندن استغرق بناؤه واستكماله حوالي نصف قرن من الزمان، وتكلف أيام كان الكيلومتر الواحد يتكلف عدة آلاف من الجنيهات؛ تكلف مليارات، فما العمل الآن والكيلو لا يقل الآن تكلفة عن خمسة ملايين جنيه؟

أو نفكر في حلها بالمونوريل الذي قد لا يعادل في تكلفته هذا المبلغ الباهظ، ولكن المشكلة أنه غير صالح إلا لخط «دوغري» مثله مثل مترو حلوان. غرباء لأننا لم نفكر في أبسط وأهم وأكثر الوسائل عملية لحل أزمة المواصلات. فنحن دائما نفكر بالمرادفات الضخمة للحلول، المونوريل والمترو والقطار والعربات والتاكسيات ... في حين أن أوروبا التي تصنع هذه الوسائل، وسيلتها المحلية الأولى هي الدراجة.

أوروبا للسفر البعيد تستعمل الطائرة أو الباخرة أو القطار، للويك إند أو للانتقال بين المدن تستعمل العربات، أما للتنقل داخل المدينة فقد يستعملون الأوتوبيسات أو التاكسيات، ولكن الوسيلة الشعبية الأولى هي الدراجات.

بلد مثلا من أغنى بلاد أوروبا مثل هولندا، الدراجة هي الوسيلة رقم واحد للاستعمال، بل إن الشوارع هناك مقسمة إلى ثلاثة شوارع؛ رصيف للمشاة، وشارع واسع لمرور العربات، وبينهما شارع مخصص للدراجات.

اليابان التي تعتبر ثاني بلاد العالم في صناعة السيارات، وللنكتة هي أيضا بلاد المونوريل، الدراجة هي الوسيلة الأولى لانتقال الفرد بها بدلا من الانتظار والتكدس والاختناق، ها هي ذي الدراجة، تلك التي استعاض بها الإنسان منذ قرن عن ساقيه الطبيعيتين، ميعادها تحت أمرك، خط سيرها تحت أمرك، توقفها أو تحركها أو تتلكأ بها أو تسرع وفق أمرك أيضا، والمهم هنا أن سعرها - وخاصة إذا استوردناها أو صنعناها بكميات هائلة - سيكون تحت أمرك مهما كان دخلك بسيطا أو متواضعا.

ناپیژندل شوی مخ