١١٧٧ ق.م.: کال د تمدن د له منځه وړل
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
ژانرونه
اكتشف غطاس تركي شاب من صائدي الإسفنج حطام السفينة في عام 1982. وأفاد أنه رأى «قطع بسكويت معدنية لها آذان» قابعة في قاع البحر أثناء إحدى أولى الغطسات التي قام بها في حياته. أدرك قائده أن الوصف يناسب سبيكة جلد الثور النحاسية من العصر البرونزي (يطلق عليها هذا لأنها تبدو مثل جلد مقطوع من ثور أو بقرة مذبوحة). كان علماء الآثار من معهد علم الآثار البحرية، بجامعة تكساس إيه آند إم، قد أروه صورا لأغراض كهذه وأخبروه أن ينتبه لها.
كان علماء الآثار الباحثون عن هذه الأغراض تحت قيادة جورج باس، الذي كان رائدا لمجال علم الآثار الغارقة في ستينيات القرن العشرين في الوقت الذي كان لا يزال فيه طالب دراسات عليا بجامعة بنسلفانيا. في ذلك الوقت، كانت عدة جهاز التنفس تحت الماء الحديثة القائمة بذاتها (جهاز التنفس تحت سطح الماء) تطورا حديث العهد نسبيا، ومثل تنقيب باس لحطام سفينة في منطقة رأس جليدونيا قبالة ساحل تركيا أول تنقيب بحري رسمي لحطام سفينة من العصر البرونزي على الإطلاق يجريه أثريون محترفون في تلك المنطقة.
لاقى اكتشاف باس في رأس جليدونيا، الذي خلص فيه إلى أن الحطام كان لسفينة كنعانية في طريقها إلى منطقة إيجه وغرقت في عام 1200ق.م تقريبا، الكثير من التشكك والجدال عندما ظهر منشوره الرسمي عن التنقيب في عام 1967.
2
وجد معظم الأثريين صعوبة في تصديق أنه كان يوجد أي تجارة واتصال بين منطقة إيجه والشرق الأدنى يعود إلى العصور القديمة، منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، فضلا عن تصديق أن الكنعانيين كان لديهم القدرة على الإبحار في البحر المتوسط؛ لذلك كان باس قد أقسم أن يجد ويستخرج سفينة أخرى من العصر البرونزي في مرحلة ما من حياته المهنية، حتى يثبت أن استنتاجاته عن حطام رأس جليدونيا كانت معقولة. والآن كانت فرصته قد أتت، في ثمانينيات القرن العشرين، مع حطام السفينة في أولوبورون، الذي يرجع تقريبا إلى 1300ق.م، أي أقدم بمائة عام تقريبا من سفينة جليدونيا. (1) سفينة أولوبورون
يقترح الفكر السائد حاليا أن سفينة أولوبورون ربما كانت قد بدأت رحلتها إما من مصر وإما من كنعان (ربما في منطقة أبو الهوام في إسرائيل المعاصرة)، وقامت بتوقفات عند أوغاريت في شمال سوريا وربما في ميناء على جزيرة قبرص. وتوجهت بعد ذلك غربا إلى منطقة إيجه، متتبعة الشريط الساحلي الجنوبي للأناضول (تركيا الحالية). خلال الطريق، كان طاقم السفينة قد أخذ على متنها زجاجا خاما، وجرار تخزين مملوءة بالشعير، والراتينج، والتوابل، وربما الخمر، وأثمن ما في تلك الحمولة كان حوالي طن من القصدير الخام وعشرة أطنان من النحاس الخام، اللذين كانا سيمزجان معا لتشكيل ذلك المعدن المدهش، المسمى بالبرونز.
من حمولة السفينة، نحن متأكدون بدرجة معقولة من أنها كانت مسافرة غربا من بلاد الشام، وربما كانت في طريقها إلى ميناء في منطقة إيجه؛ ربما واحد من الاثنين أو الثلاثة على البر الرئيسي لليونان التي كانت تخدم العاصمة المركزية ميسيناي، أو ربما إحدى المدن الكبرى الأخرى، مثل بيلوس على البر الرئيسي لكوموس أو حتى كنوسوس على جزيرة كريت. مجرد حقيقة أنه كان ثمة سفينة أخرى تبحر من الشرق إلى الغرب أثناء العصر البرونزي المتأخر كانت كافية لتأكيد نظريات باس وتغيير أفكار الباحثين المعاصرين تماما حول مدى التجارة والاتصالات التي كانت تحدث منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام. عثر حينئذ على ثلاث سفن من العصر البرونزي، ولكن حطام السفينة عند أولوبورون كان هو الأضخم، والأكثر ثراء، والأكثر إنجازا من ناحية التنقيب.
شكل 3-1: إعادة بناء لسفينة أولوبورون (روزالي سيدلر/ناشيونال جيوجرافيك ستوك؛ بإذن من جمعية ناشيونال جيوجرافيك).
لا يزال مالك السفينة ورعاتها مجهولين. يمكن للمرء أن يتكهن حول الاحتمالات المختلفة ليفسر الجهة التي غادرت منها السفينة وموقع محطتها النهائي. ربما كانت حمولة تجارية، أرسلها تجار من الشرق الأدنى أو مصريون، ومن المحتمل أن ذلك كان بمباركة فرعون مصري أو ملك كنعاني. أو ربما أرسلت مباشرة من قبل فرعون أو ملك، كهدية تحية من ملك إلى آخر، مثلما جرى كثيرا أثناء عصر العمارنة قبل ذلك بعقود قليلة. ومن المحتمل أن تكون السفينة قد أرسلت من قبل الميسينيين في «بعثة تسوق» إلى شرق المتوسط وغرقت أثناء رحلة العودة. ربما يكون التجار على متن السفينة قد جلبوا مواد خاما وبضائع أخرى لم تكن متاحة في اليونان نفسها، مثل القصدير والنحاس، بالإضافة إلى طن الراتينج التربنتيني (من أشجار الفستق) الذي يمكن استخدامه في العطور التي تصنع في بيلوس على البر الرئيسي لليونان ثم تشحن عائدة إلى مصر ومنطقة شرق المتوسط. ومن الواضح أن السيناريوهات المحتملة ليست قليلة. إذا كان الميسينيون هم المتلقون المقصودون، فربما كانوا إذن ينتظرون بفارغ الصبر الشحنة التي على السفينة، لأنها كانت تحتوي معدنا خاما كافيا لتجهيز جيش من ثلاثمائة رجل بالسيوف، والتروس، والخوذات، والدروع البرونزية، بالإضافة إلى العاج الثمين والأشياء الغريبة الأخرى. من الواضح أنه عندما غرقت السفينة في ذلك اليوم في عام 1300ق.م تقريبا، فقد شخص ما أو مملكة ما ثروة كبيرة. •••
غرقت سفينة أولوبورون في مياه عميقة إلى حد ما؛ فمؤخر السفينة موجود حاليا على عمق 140 قدما تحت السطح، وبقية السفينة مائلة بزاوية إلى الأسفل أكثر، حتى 170 قدما تحت السطح. ويتسم الغطس إلى عمق 140 إلى 170 قدما بالخطورة؛ لأنه يتجاوز حد الغطس الآمن بجهاز تنفس مستقل. كان مسموحا لغطاسي معهد علم الآثار البحرية بغطستين فقط في اليوم، لمدة عشرين دقيقة في كل مرة. أضف إلى ذلك أنه، في تلك الأعماق، يمكن للمستويات المتزايدة من الغازات المستنشقة أن تسبب تأثيرا مخدرا. وقال باس إنه أثناء العمل في هذا العمق كانوا يشعرون وكأنهم احتسوا كأسين من المارتيني قبل البدء؛ لذا كان يتعين التخطيط مسبقا لكل غطسة وكل حركة كانوا سيقومون بها تحت الماء.
ناپیژندل شوی مخ