١١٧٧ ق.م.: کال د تمدن د له منځه وړل
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
ژانرونه
6
وبذلك، طرد المصريون الهكسوس من الأرض، فلاذوا بالفرار عائدين إلى «رتينو» (أحد الأسماء المصرية القديمة لإسرائيل وسوريا الحاليتين، وهي نفس المنطقة العامة التي كان المصريون يعرفونها باسم «با-كا -نا-نا»، أو كنعان). في نفس تلك الفترة، أسس المصريون الأسرة الثامنة عشرة، التي بدأها أحمس شقيق كامس، التي استهلت ما ندعوه الآن بحقبة المملكة الحديثة في مصر.
أعيد بناء أواريس وبقية مصر أثناء هذه الفترة، وتغيرت تسمية أواريس نفسها. وبحلول زمن حتشبسوت وتحتمس الثالث بعد ذلك ببضعة وستين عاما، حوالي سنة 1500ق.م، كانت قد صارت تلك المدينة مدينة مزدهرة من جديد، وعرفت هذه المرة باسم بيرو نفر، وضمت قصورا مزخرفة بالرسومات الجصية بأسلوب المينويين الذي يصور الوثب على الثيران ومشاهد أخرى والتي يتضح انتماؤها إلى كريت في منطقة إيجه أكثر من انتمائها لمصر نفسها. تكهن أحد الأثريين أنه حتى قد يكون حدث زواج ملكي بين حاكم مصري وأميرة مينوية.
7
من المؤكد أنه يوجد عدد من فراعنة الأسرتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة اللاحقتين الذين تزوجوا من أميرات أجنبيات، في المقام الأول لتوطيد الروابط الدبلوماسية أو لترسيخ معاهدة مع قوة أجنبية، كما سنرى لاحقا، ولكن ليس من الضروري استحضار الزيجات ذات الدوافع السياسية لتفسير ظهور الرسوم الجدارية المينوية في مصر، نظرا لوجود أدلة مستقلة أخرى على وجود صلات بين منطقة شرق المتوسط، ومصر، وفي هذه الحالة، منطقة إيجه. (2) عود إلى الماضي: بلاد الرافدين والمينويون
من الواضح، من خلال كم وفير من البيانات، بما في ذلك قطع أثرية، وأدلة نصية ورسومية، أن المينويين المنتمين إلى كريت كانوا بالفعل على اتصال مع مناطق عديدة في الشرق الأدنى القديم قبل وقت طويل من اتصالاتهم مع فراعنة المملكة الحديثة المصريين؛ فمثلا، نعرف المصنوعات المينوية التي كانت قد نقلت كل هذه المسافة عبر بحر إيجه ومنطقة شرق المتوسط حتى بلاد الرافدين، الأرض الواقعة بين النهرين؛ دجلة والفرات، بحلول القرن الثامن عشر ق.م، منذ حوالي أربعة آلاف سنة.
يأتي توثيق هذه التجارة القديمة من موقع ماري القديم، على الضفة الغربية لنهر الفرات في سوريا الحالية، حيث نقب الأثريون الفرنسيون، خلال ثلاثينيات القرن العشرين، عن كنز دفين يحوي أكثر من عشرين ألف لوح طيني منقوش. استدعاهم إلى الموقع السكان المحليون، الذين كانوا قد أماطوا اللثام بالصدفة عما اعتقدوا في أول الأمر أنه جثة رجل بلا رأس؛ والتي تبين بعد ذلك أنها تمثال حجري، واحد من تماثيل كثيرة، من ضمنها تمثال عليه نقش يحدد هويته ويصفه بأنه ملك للمدينة القديمة.
8
كان مصدر الألواح، المنقوش عليها نصوص مكتوبة باللغة الأكادية القديمة، أرشيفا لمراسلات ملكية وسجلات أخرى عادية أكثر تخص ملوك مملكة ماري، من ضمنهم ملك يسمى زمري ليم والذي حكم حوالي 1750ق.م تسجل الألواح كل صنوف المعلومات المتصلة بإدارة القصر وتنظيم مملكته، بالإضافة إلى جوانب من الحياة اليومية في ذلك الوقت.
أحد الألواح، على سبيل المثال، يتعلق بالثلج الذي كان زمري ليم يستخدمه في مشروباته الصيفية، التي اشتملت على الخمر، والجعة، والمشروبات المخمرة القائمة على الشعير إما بنكهة عصير الرمان أو يانسون يشبه العرقسوس. نعرف أنه كان قد أمر ببناء مخزن ثلج على ضفة نهر الفرات، وكان يستخدم خصيصى للاحتفاظ بالثلج الذي كان يجمع من الجبال المكسوة بالثلج أثناء فصل الشتاء حتى الحاجة إليه أثناء شهور فصل الصيف الحارة. وزعم أنه لم يبن ملك قبله قط مخزن ثلج مثل هذا، وربما كان ذلك صحيحا، ولكن استخدام الثلج في المشروبات لم يكن جديدا على المنطقة، حتى إنه كان على ملك أن يذكر ابنه بأن يجعل الخدم ينظفون الثلج قبل وضعه في المشروبات: «اجعلهم يجمعون الثلج! اجعلهم يغسلونه لينظفوه من الأغصان والروث والوسخ.»
ناپیژندل شوی مخ