په د نیل غاړو کې: په فرعوني عصر کې
على ضفاف النيل: في عصر الفراعنة
ژانرونه
وأخيرا أسقط في يد الهكسوس، ووقعت «أفاريس» في يد المصريين الذين عمدوا إليها، فدكوها دكا، واقتلعوا الأحجار من أساسها؛ حتى لا يبقى شيء يذكرهم بذلك العصر المنحوس، وولى الهكسوس الأدبار، لا ليعودوا من حيث أتوا؛ ولكن ليتحصنوا في عدة حصون، كانوا قد أقاموها على الطريق الشرقي، وكان الهكسوس يستبسلون في الدفاع عن هذه الحصون، وكان «أحمس» يقتلعهم اقتلاعا من الحصن بعد الحصن، حتى يتم جلاؤهم عن الحدود، وغابوا عن نظر أحمس، فتحقق وتم الاستقلال.
ولم يقنع «أحمس» - محرر مصر - بهذا، بل توغل وراء الهكسوس في فلسطين وسوريا، وهناك رأت عيون المصريين بلادا غير بلادهم، وتفتحت لغير ما عهدوه في مصر، فدفعهم النجاح في طرد الهكسوس إلى محاربة هذه البلاد وضمها إلى مصر، ففتح «أحمس» بلاد فلسطين، ووضع بذلك الحجر الأول في بناء الإمبراطورية المصرية الشامخ، الذي أتمه أخلافه ملوك الأسرة 18.
الفصل الرابع
إمبراطورية الفراعنة (1580ق.م-332ق.م)
الفراعنة العظام
ويعود أحمس إلى مصر ظافرا منتصرا، فإذا الأمة تخرج إلى استقباله، وإذا المظاهر الباهرة والاحتفالات الساهرة تملأ ربوع البلاد، ويعلو شأن طيبة التي أنجبت البطل أحمس، ويذيع نفوذ إلهها «آمون»، الذي باسمه طرد الهكسوس وفتحت الأقاليم الجديدة، ويضرب «أحمس» نظام الإقطاع الفاشل الضربة القاضية، فيركز كل السلطة في يده، ويجعل كل الأراضي ملكا خاصا له، وتشهد مصر إذ ذاك أقوى حكومة مركزية في تاريخها، ثم ينصت العالم وتتكلم مصر ويسجل التاريخ!
هذا هو «أمنوفيس الأول» يفتح بلاد سوريا، ويغزو بلاد لوبية في الغرب، وهذا هو «تحتموس الأول» يعود من حرب النوبة، حاملا على مقدمة سفينته جثة أحد الزعماء النوبيين، مدلاة من رجليها، وينصرف بالأسطول إلى فينيقيا، ثم يتوغل في أعالي الفرات، فيدون أخبار انتصاره على لوح هناك.
تمثال الإمبراطور الأعظم «تحتموس الثالث» من الأسرة 18، الذي لقبه المؤرخ الأمريكي بريستد بنابليون مصر (عن الطبعة 14 من دائرة المعارف البريطانية).
وتلك هي الملكة «حتشبسيوت» - أقوى ملكات مصر - تكسف بحذقها ونفوذ حزب المحافظين المصريين - حرب الوراثة الشرعية - كيان أخويها تحتموس الثاني والثالث، فتتزيا بزي الرجال، وتخاطب بلقب صاحب الجلالة، وتبعث بحملة إلى بلاد بنت، تعود سفنها محملة بالتوابل والعطور والنسانيس والزراف وريش النعام، فتدون أخبارها على معبدها الدير البحري.
وينفرد «تحتموس الثالث» بالحكم، فإذا بالفتى الذي خبأت عبقريته حتشبسيوت يصبح إمبراطور مصر الأعظم، فيدوخ ملك «قادش» وأحلافه في معركة «مجدو»، ويروح ويغدو إلى آسيا سبع عشرة مرة، تقع فيها آسيا تحت قدميه، ويتزلف إليه ملوك أشور وبابل والحيثيين والميتاني، فيقدمون له الخضوع ، ويحملون إليه الجزية، فيوفرون عليه مشقة الحرب، وإذا بأسطوله يجتاح سواحل فينيقيا وآسيا الصغرى وقبرص وكريد ورودس وغيرها من جزائر البحر، وإذا بالإمبراطور الأعظم وهو في السبعين من عمره لا يعرف الراحة، فيقود حملة إلى بلاد النوبة، ويتوغل بها في مجاهل السودان، والمراسلون الحربيون في كل حروبه - كما تفعل أرقى الجيوش الآن - يدونون يوما بيوم وبالتفصيل، حوادث الحرب والفتح.
ناپیژندل شوی مخ