اخذ حجرا قدر عشرين رطلا فضرب به رأسه وتركه حتى مات ثم لم يزل يضربه بالحجر حتى فسخه ثم جعل ينهشه باسنانه ويأكل كما تأكل السباع حتى اتى عليه ولم يبق الا عظامه فلما اصفرت الشمس قام واخذ العصا وساق الغنم بعد ان صاح صيحة وانزعنى (a) فاجتمعت الغنم الى موضع واحد واوردهم خليجا فى الجزيرة فيه ماء عذب فسقاهم وشرب وشربت وقد ايقنت بالموت ثم ساقنا اجمعين حتى جئنا موضعا قد علمه بين الاشجار وحوله الخشب طولا وعرضا وله شبه باب ودخلت الغنم ودخلت معها واذا فى وسط تلك الموضع مثل الغزالة فى ارتفاع نحو عشرين ذراعا على خشب وثيق والغزالة شبه بالبيت فما عمل شيئا دون ان اخذ شاة كانت من اصغر الغنم واهزلها فدق رأسها بحجر ثم اجج نارا وجعل يقطع بيديه واسنانه كما تفعل السباع ويرمى اللحم مع الجلد والصوف فى النار فأكل كل ما فى جوف الشاة نيا ثم عمد الى الغنم فلم يزل يشرب

مخ ۱۸۲