من مبلغ الفتيان أن أخاهم ... أتى دونه باب شديد وحاجبه بمنزلة ما كان يرضى بمثلها ... إذا قام غنته كبول تجاذبه
وكان من نية مصعب أن يضرب عنقه، فلم يزل به الأحنف بن قيس يكلمه فيه حتى أخرجه، فلبث/ دهرا.
ثم لقي الأحنف، وهو واقف في ظل قصر بني بقيلة بظاهر الحيرة، فسلم عليه والأحنف لا يعرفه. فقال: من أنت؟ قال: أو ما تعرفني؟، أنا طليقك عبيد الله بن الحر قال: فهلا شكرتنا بما صنعنا بك، فأهديت إلينا هدية؟.. وهو يضاحكه، فقال والله ما يمنعني أن أهدي إليك إلا أنك رجل لا تأكل إلا الحلال، وأنا رجل لا آكل إلا الحرام، فكرهت أن أخلط حرامي بحلالك، ولكن سأشكرك شكرا لا أجد لك غيره، أضربك بسيفي هذا فأقتلك، فيدخلك الله الجنة بقتلي إياك، ويدخلني النار. فضحك/ الأحنف وقال: سبحان الله، سبحان الله.
مخ ۴۴۳