الدكتور :
كلا، خسئت، أنت على حق، لم يكن عندك الشجاعة لذلك، لا بأس، لا أريد أن أزج بك في مأزق، ولنقل إني أنا ذو العقيدة الحرة إذن. سأثبت لكم بالبرهان العلمي أن جريدة «رسول الشعب» تجركم من أنوفكم بطريقة مخزية حين تقول لكم: إن عامة الناس، الدهماء الغوغاء، هم روح الشعب الحقيقية، ليس هذا الكلام - أؤكد لكم - إلا أكذوبة صحفية، ليس العامة إلا المادة الغفل ، التي يصاغ منها الشعب، (تأوهات وضحك وضجيج)
ها، أليس هذا هو الواقع؟ أليس هناك فرق عظيم بين نسيلة من الحيوان أحسنت تربيتها وأخرى أسيئت؟ خذوا مثلا دجاجة عادية من الدجاج المسوم بعيدا عن الأهراء. أي لحم تصيبون من مثل هذه الجلدة الهزيلة؟ لا تصيبون غير قليل، أؤكد لكم! وأي بيض تضعه؟ خير منه ما يضع الغراب. ثم خذوا دجاجة مرباة إسبانية أو يابانية، أو خذوا دراجا أو دجاجة رومية وانظروا الفرق، أو خذوا للمثل، الكلاب التي نعيش معها نحن بني الإنسان على شرعة المودة، فكروا أولا في كلب عادي أعني أحد تلك الكلاب البشعة، الخشنة الشعر، المنحطة التربية التي لا تفعل شيئا غير الجري في الشوارع وتوسيخ جدران المنازل. قارنوا أحد هذه الكلاب بكريم ربي أبواه مدى أجيال عدة في بيت سري من السراة، كان لها فيه خير طعام، وأجمل فرص الاستماع إلى الصوت الجميل والموسيقى، ألا ترون أن عقل الكريم يكون قد نما وتهذب حتى بلغ درجة تختلف عن عقل الكلب الحطيط؟ لا شك في ذلك. جراء مثل ذلك الكلب الكريم هي التي يعلمها العارضون فتأتي من أفعال المهارة ما لا يكاد يصدقه العقل؛ أشياء يستحيل على الكلب العادي أن يتعلمها ولو وقف على رأسه ... (ضجيج وأصوات تقليدية، عواء ومواء ... إلخ) .
أحد المواطنين (مناديا) :
أتريد أن نستنتج من ذلك الآن أننا كلاب؟
مواطن آخر :
لسنا حيوانات يا دكتور!
الدكتور :
بل وربي يا صاحبي كلنا كذلك، نعم إننا أرقى الحيوانات طرا، ولكن الكرام من بيننا قليل، إن هناك فرقا شاسعا بين حطيط الناس وكريمهم، وألطف ما في الأمر أن السيد هوفستاد يتفق معي في الرأي ما دام الكلام خاصا بذوات الأربع من الحيوانات.
هوفستاد :
ناپیژندل شوی مخ