أشخاص الرواية
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
أشخاص الرواية
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
ناپیژندل شوی مخ
الفصل الرابع
الفصل الخامس
عدو الشعب
عدو الشعب
تأليف
هنريك إبسن
ترجمة
إبراهيم رمزي
أشخاص الرواية
الدكتور توماس ستوكمان (Thomas Stockmann) : مفتش صحة حمامات البلدية.
ناپیژندل شوی مخ
كاترين ستوكمان (Katrine Stockmann) : زوجته.
بترا (Petra) : ابنتهما، معلمة في مدرسة.
إيليف (Ejlif) : ابن لهما، عمره 13 سنة.
مورتن (Morten) : ابن لهما، عمره 10 سنوات.
بيتر ستوكمان (Peter Stockmann) : أخ أكبر للدكتور، عمدة المدينة ورئيس لجنة الحمامات إلخ، إلخ.
مورتن كيل (Morten Kiil) : صاحب مدبغة.
هوفستاد (Hovstad) : رئيس تحرير «جريدة رسول الشعب».
بيلنج (Billing) : محرر بالجريدة المذكورة.
هورستر (Horster) : قبطان.
أسلاكسن (Aslaksen) : صاحب مطبعة.
ناپیژندل شوی مخ
رجال مختلفو الأحوال والأعمال، وبعض نساء، وفرقة من أطفال المدارس وجمهور يحضر إلى اجتماع عام. «تحدث الرواية في أحدى بلدان الساحل من جنوبي بلاد النرويج».
نقلت هذه الرواية عن ترجمة إنجليزية للأصل النرويجي قام بها فاركوهارسون شارب
Farquharson Sharp
واستأنس المترجم عند نقلها إلى العربية بترجمة أخرى تولتها السيدة ماركس إفلنج.
الفصل الأول
(
المنظر : غرفة جلوس الدكتور ستوكمان (Stockmann) ، والوقت: مساء. الغرفة بسيطة ولكنها مفروشة فراشا نظيفا، ويوجد في الجدار الأيمن بابان: الأبعد منهما يؤدي إلى البهو والأقرب إلى غرفة المطالعة التي للدكتور. وفي الجدار الأيسر أمام الباب الذي يؤدي إلى البهو باب يؤدي إلى الغرف التي لبقية أفراد العيلة، وفي منتصف هذا الجدار يوجد موقد التدفئة، وبعده مقعد (كنبة) معلق من فوقه مرآة، وأمام المقعد منضد بيضي الشكل، وعلى المنضد مصباح له مظلة. وفي ظهر الغرفة باب مفتوح يؤدي إلى غرفة المائدة، ويرى بيلنج (Billing)
جالسا إلى المائدة وقد وضع عليها مصباح مشعل، ومعه قطيلة (فوطة) محشورة في طوقه تحت ذقنه، والسيدة ستوكمان امرأة الدكتور واقفة بجوار المائدة تقدم إليه صحنا كبيرا مليئا لحما (روزبيف). أما بقية الكراسي التي حول المائدة فهي خالية. وتلوح المائدة غير منظمة، يدل ظاهرها على أن بعضهم كان جالسا إليها وأكل وانتهى وتركها هكذا ...)
كاترين :
ها أنت ذا ترى أنك إذا حضرت متأخرا عن الموعد ساعة لم يكن بد من أن ترضى بلحم بارد.
ناپیژندل شوی مخ
بيلنج (وهو يأكل) :
إنه طيب فوق العادة. شكرا. طيب جدا.
كاترين :
زوجي يحتم أن يتناول طعامه في أوقات محدودة وأنت تعرف ...
بيلنج :
لا يؤثر في هذا شيئا، بل الواقع أني أكاد أعتقد أني أستلذ الأكل وأنبسط إذا جلست إلى المائدة وأكلته كله وحدي لا يزعجني أحد.
كاترين :
حسن. ما دمت تستطيبه ... (تلتفت صوب باب البهو تستمع)
أظن أن السيد هوفستاد (Hovstad)
قد حضر هو أيضا.
ناپیژندل شوی مخ
بيلنج :
يغلب ذلك. (يدخل بيترستوكمان، وهو لابس معطفا وقبعة رسمية عليها شريط مذهب ويحمل عصا.)
1
بيتر :
مساء الخير يا كاترين.
كاترين (آتية إلى غرفة الاستقبال) :
آه، مساء الخير، أهو أنت؟ ما أكثر لطفك لتفضلك بزيارتنا.
بيتر :
اتفق أني كنت مارا ولذا ... (ينظر إلى غرفة المائدة)
أرى عندك ضيفا.
ناپیژندل شوی مخ
كاترين (بشيء من الارتباك) :
أو! لا ... إنه حضر مصادفة. (بسرعة)
ألا تدخل وتتناول شيئا أنت أيضا.
بيتر :
أنا؟ كلا، شكرا. أعوذ بالله، لحم سخن بالليل، لا، إن معدتي لا تقر هذا.
كاترين :
أووو، ولو مرة واحدة على سبيل ...
بيتر :
لا، لا، يا سيدتي العزيزة إني ملازم فنجان الشاي وقطعة الخبز والزبدة. إنها على مضي الوقت أحسن وأفضل، ونوعا ما أقرب إلى الاقتصاد أيضا.
كاترين (تبتسم) :
ناپیژندل شوی مخ
إياك أن تظن لهذا أني أنا وتوماس على شيء من الإسراف.
بيتر :
أنت؟ لا يا عزيزتي. محال أن أظنك كذلك (يشير إلى غرفة مطالعة الدكتور)
أهو هنا؟
كاترين :
لا، إنه خرج يتمشى قليلا بعد العشاء، هو والأولاد.
بيتر :
لا أرى أن هذا المشي بعد العشاء في محله (يتسمع)
أظن أنه هو الآتي.
كاترين :
ناپیژندل شوی مخ
لا، لا أظنه هو (تسمع دقة على الباب)
تفضل. (يدخل هوفستاد من باب البهو)
أو! هو أنت يا سيد هوفستاد؟!
هوفستاد :
نعم، رجائي أن تعذريني؛ ولكني شغلت في المطبعة. سعدت مساء يا حضرة العمدة.
بيتر (ينحني بشيء من الجفاف) :
سعدت مساء. إنك آت في مهمة بلا شك؟
هوفستاد :
بعض الشيء، بشأن مقالة من أجل جريدتي.
بيتر :
ناپیژندل شوی مخ
هكذا قدرت. بلغني أن أخي أصبح من أسيل الناس يدا في مراسلة «رسول الشعب».
هوفستاد :
أجل . إنه من أصلح من يستطيعون التحرير في «رسول الشعب» يوم يتناول مسألة من مسائلنا في البلدية.
كاترين (إلى هوفستاد) :
ولكن ألا ... (تشير إلى غرفة المائدة) .
بيتر :
صحيح. صحيح. لا ألومه بتاتا - وهو كاتب - أن يوجه أقواله إلى الجهة التي يجد منها عطفا وإقبالا. وفضلا عن هذا فإني شخصيا لا أحمل في قلبي موجدة على جريدتك يا سيد هوفستاد.
هوفستاد :
أنا على ما ترى.
بيتر :
ناپیژندل شوی مخ
إذا ذكر الشيء بالشيء فإني أقرر أن في البلد روح تسامح كبير وروحا قومية بلدية تسر الخاطر. كل هذا ناشئ من وجود مصلحة مشتركة بيننا. مصلحة عالية في نظر كل مواطن مخلص سليم العقل.
هوفستاد :
الحمامات. نعم.
بيتر :
بعينها. حماماتنا الجميلة البديعة. تنبه إلى كلامي يا سيد هوفستاد ستكون الحمامات محور حياتنا البلدية. لا أشك في ذلك بتاتا.
كاترين :
هذا بعينه ما يقوله توماس.
بيتر :
انظر الآن، كيف أن بلدتنا كبرت واتسعت أعمالها في السنة الأخيرة أو السنتين إلى حد يدعو إلى العجب. تدفقت الأموال في البلدة. ودب فيها شيء من روح الحياة والعمل وأخذت قيمة المنازل والأراضي ترتفع يوما عن يوم.
هوفستاد :
ناپیژندل شوی مخ
وأخذت البطالة تقل.
بيتر :
نعم، هذا شيء آخر، وقد خف عن الناس عبء ضريبة الفقراء فارتاح أصحاب الأملاك. وفي اعتقادي أن العبء سيخف أكثر إذا جاء موسم الصيف هذا العام كما نرجو، وقصدنا كثير من الزوار وكثير من المرضى الذين يشهرون صيت الحمامات.
هوفستاد :
لعله ينتظر أن يكون الحال على ما نرجو.
بيتر :
الحالة تبشر بذلك. والبريد يأتينا كل يوم بعديد من الرسائل يسأل فيها أصحابها عن شقق خالية وغرف وغير ذلك.
هوفستاد :
إذن فسيكون نشر مقال الدكتور الآن في وقته.
بيتر :
ناپیژندل شوی مخ
هل كتب شيئا آخر في هذه الأيام؟
هوفستاد :
هي مقالة كتبها في الشتاء يوصي الناس فيها بالانتفاع بالحمامات ويسهب في بيان المزايا الصحية التي تنعم بها هذه البلدة. ولكني وقفت نشرها مؤقتا.
بيتر :
آه، لعل ذلك لمانع بسيط في شأنها!
هوفستاد :
لا، لا. ولكني استصوبت أن أبقيها حتى يأتي الربيع لأن الناس في ذلك الوقت يفكرون في الجهات التي يقصدون إليها في الصيف.
بيتر :
في محله، لقد كان رأيك صوابا يا سيد هوفستاد.
كاترين :
ناپیژندل شوی مخ
فعلا. إن توماس لا يكل له جهد إذا هو اشتغل بأمر خاص بالحمامات.
بيتر :
تذكري أنه مفتش صحة هذه الحمامات.
هوفستاد :
نعم، وأكثر من ذلك. إنها لم تنشأ إلا بفضله.
بيتر :
بفضله هو! نعم يبلغني من آن لآن أن في الناس من يرى هذا الرأي، ولكن يجب علي في الوقت نفسه أن أقول إنني أتصور أن لي في الأمر يدا ولو قصيرة.
كاترين :
فعلا، هذا ما يقوله توماس دائما.
هوفستاد :
ناپیژندل شوی مخ
من ينكر عليك هذا يا سيد ستوكمان؟ أنت نفذت المشروع وجعلت منه مصلحة قائمة. نحن جميعا نعرف ذلك. ما عنيت إلا أن فكرة المشروع إنما تأتت من أخيك الدكتور أولا.
بيتر :
الفكرة! نعم الفكرة. إن أخي كان كثير الفكر في ذلك الوقت لسوء الحظ، ولكن عندما يراد التنفيذ الفعلي يجب عليك أن تقصد إلى شخص من طراز آخر يا سيد هوفستاد، وقد كان يدور في خلدي أن في هذا البيت على الأقل ...
كاترين :
رويدك يا عزيزي بيتر ...
هوفستاد :
كيف تظن أن ...
كاترين :
ألا تدخل وتتناول شيئا من الطعام يا سيد هوفستاد؟ مؤكد أن زوجي سيحضر توا.
هوفستاد :
ناپیژندل شوی مخ
شكرا لا بأس بقطعة صغيرة (يذهب داخلا إلى غرفة الطعام) .
بيتر (يخفض صوته قليلا) :
إنه ليدهشني أن أولاد الفلاحين هؤلاء لا تفارقهم قلة الذوق بتاتا.
كاترين :
هون عليك - ليس هذا مما يستحق الاهتمام له، ألا يمكنك أنت وتوماس أن تتقاسما فضل العمل كأخوين؟
بيتر :
كنت أرى ذلك. ولكن يظهر أن في الناس من لا يقنعون بحصة واحدة.
كاترين :
ما هذا الكلام الفارغ أنت وتوماس على أتم وفاق (تتسمع)،
ها هو ذا آت على ما أظن (تخرج، وتفتح الباب المؤدي إلى البهو) .
ناپیژندل شوی مخ
الدكتور (يضحك من الخارج ويتكلم بصوت عال) :
هو! كاترين جئتك بضيف آخر، أما في ذلك ما يسر؟ تفضل يا قبطان هورستر. علق معطفك على هذا المشجب، آه! إنك لا تلبس معطفا. تأملي يا كاترين، لقيته مصادفة في الطريق ولم أستطع حمله على المجيء إلا بالجهد الجهيد (يدخل القبطان هورستر ويحيي السيدة ستوكمان، ويتبعه الدكتور ستوكمان بجانب الباب)
ادخلوا يا أولاد. لقد هضموا ما أكلوا الآن وعادوا إليك جياعا. تفضل يا سيد هورستر. لا بد أن تأكل قطعة من اللحم (يدفع هورستر إلى غرفة الطعام) .
كاترين (يدخل إيليف ومورتن بعدهما) :
وي! توماس، ألا ترى ...؟
الدكتور (ملتفتا في مدخل الباب) :
أو! هذا أنت يا بيتر (ويذهب ويسلم عليه باليد)
حقا إن هذا شيء جميل.
بيتر :
بكل أسف لا بد لي أن أذهب على الفور.
ناپیژندل شوی مخ
الدكتور :
كلام فارغ، سيأتي الآن شراب التودي (Toddy) ، لعلك لم تنسي التودي يا كاترين.
كاترين :
كيف أنساه. الماء يغلي الآن (تذهب داخلة غرفة الطعام) .
بيتر :
شراب التودي أيضا؟
الدكتور :
أجل، اجلس وسنشربه مؤتنسين.
بيتر :
شكرا لك. لا، لا أغشى مجالس الشراب في المساء.
ناپیژندل شوی مخ
الدكتور :
ولكن ليس هذا مجلس شراب.
بيتر :
يخيل إلي أنه كذلك (ينظر صوب غرفة الطعام)
عجبا كيف يلتهمون كل هذا المقدار العظيم من الطعام.
الدكتور (يمسح كفيه إحداهما بالأخرى) :
نعم أليس مما يسر النفس أن نرى الشبان وهم يأكلون؟ إنهم جياع دائما. وهذا ما يجب لهم. لا بد أن يأكلوا. إنهم يحتاجون إلى القوة. هم الذين عليهم أن يحركوا ما يؤتمر الآن من قوى المستقبل يا بيتر.
بيتر :
أتسمح لي أن أسألك ماذا هم واجدون هنا ليحركوه كما تقول؟
الدكتور :
ناپیژندل شوی مخ
آه، وجه سؤالك هذا إلى الشبان أنفسهم يوم يأتي وقتهم. نحن لا نستطيع أن نرى هذه الأوقات بالطبع. بغلان عتيقان مثلنا ...
بيتر :
مهلا. مهلا. حقا إن هذا التعبير مستغرب.
الدكتور :
أوه، لا يصح أن تفهم كلمتي بمعناها الحرفي يا بيتر. إني في غاية الارتياح والرضا. وفي اعتقادي أنه من الحظ العظيم النادر أن يكون الإنسان منا في وسط هذه الحياة النابتة النامية العفية. أجل إنه وقت باهر، تستحب فيه الحياة، ويخيل إلي كأن عالما جديدا برمته يخلق من حولك.
بيتر :
أترى ذلك فعلا؟
الدكتور :
آه ، بالطبع، إنك لا تتبينه بالوضوح الذي أتبينه به. لقد قضيت عمرك في هذه الحياة فاعتدتها، وأصبح إحساسك بها فاترا. أما أنا وقد دفنت كل هذه السنين في زاويتي الصغيرة بأعلى الشمال حيث لا أكاد أرى غريبا قد يأتي إلي بأفكار جديدة، فالتأثير الحادث الآن لي من رؤيتي ما آلت إليه هذه البلدة هو عين التأثير الذي كان يحدث لي لو أني القيت فجأة في صميم مدينة مزدحمة.
بيتر :
ناپیژندل شوی مخ