230

ها قد أصبح الدكتور الآن ثوريا.

الدكتور :

يا إلهي! بالطبع أنا كذلك يا سيد هوفستاد! في عزمي أن أثير ثورة على الأكذوبة السائرة؛ أكذوبة أن الغالبية هي وحدها صاحبة الحقيقة. وما نوع هذه الحقيقة التي تنصرها الغالبية عادة؛ إن هي إلا حقيقة قدم عهدها حتى أخذ بنيانها يتداعى. وإذا كانت هناك حقيقة من القدم عند هذا الحد فهي توشك أن تنقلب أكذوبة (ضحك ومواء وعواء)

أجل هذا هو الواقع صدقتم أم لم تصدقوا. ولكن الحقائق ليست كما يتوهم البعض طويلة العمر كنوح في السالفين. فالحقيقة المؤسسة على بنيان صحيح لا يطول عمرها، فيما تقول، أكثر في العادة من سبعة عشر عاما أو ثمانية عشر، وعلى الأكثر عشرين. وقلما زادت عن ذلك. ولكن الحقائق التي تبلغ من العمر هذا القدر تكون قد هزلت حتى بدت كلاها، ومع ذلك فهي لا تبدو لعين الغالبية إلا وهي في هذه الصورة، ويومئذ يتواصون بها في المجتمع ويرونها غذاء عقليا صالحا. لا يا سادة. ليس لمثل هذه المادة قيمة غذائية هذا ما أؤكده لكم، ومن حقي إذ أنا طبيب أن أعرف ذلك. هذه الحقائق التي تقول بها الغالبية هي أشبه شيء باللحم المملح من العام الماضي، مثل لحم الخنزير الزنخ العفن، وهي مصدر الأسقربوط النفسي الشائع في مجتمعاتنا.

أسلاكسن :

يخيل إلي أن الخطيبب قد شرد شرودا كبيرا عن موضوعه.

بيتر :

أنا على رأي حضرة الرئيس بتمامه.

الدكتور :

أزايلك الرشد يا بيتر؟ إني ملتزم جانب موضوعي تمام الالتزام، لأن موضوعي هو هذا: إن هذه الغالبية المتراصة السافلة، هي التي تسمم موارد حياتنا الخلقية وتعدي بوبائها الأرض التي نحن عليها.

ناپیژندل شوی مخ