229

بيلنج :

والصدق كذلك وربي.

الدكتور :

لا يكون الحق في جانب الغالبية بتاتا - أقول لكم بتاتا - تلك إحدى الأكاذيب الاجتماعية التي يجب على كل رجل مستقل حصيف أن يحاربها. ممن تتألف غالبية السكان في هذا القطر يا ترى؟ أمن الألباء أم من السفهاء؟ لا يخامرني الظن بأنكم تنكرون الواقع وهو أن السفهاء هم الآن أصحاب الغالبية الغامرة في الدنيا برمتها، ولكن يا إلهي! فهل منكم من يستطيع أن يقول إن من الحق أن يتولى السفهاء حكم العقلاء؟ (صياح وضجيج) .

أجل، أجل. يمكنكم أن تخفتوا صوتي بالصياح، ولكنكم لا تستطيعون أن تحيروا جوابا. الغالبية في جانبها القوة نعم وا أسفاه، أما الحق فلا. إني على الحق - أنا وبضعة أفراد متوزعين - القلة دائما على حق. (ضجيج وصياح) .

هوفستاد :

آها، إذن فقد أصبح الدكتور ستوكمان ارستقراطيا منذ أمس الأول.

الدكتور :

لقد سبق لي القول إنني لا أريد أن أنفق كلمة واحدة في الكلام عن الفئة الضئيلة، الضيقة الصدر، القصيرة النفس، التي تتولى الزمام. لا، لم تعد الحياة النابضة تشغل نفسها بأمرهم؛ إنما أنا أفكر في العدد القليل من الرجال المبعثرين بيننا الذين اشتفوا حقائق جديدة عفية؛ أولئك الرجال يقفون في الطليعة، على مدى أبعد من أن تلحقهم لديه الغالبية المتراصة. وهناك هم يقاتلون في سبيل الحقائق التي لم تتمخض دنيا العقل عنها إلا منذ عهد قريب جدا فلم يتيسر أن يكون لها من الأنصار عدد يذكر.

هوفستاد :

ناپیژندل شوی مخ