وأما الخبران عن أبي بكر الصديق فقوله: (ما من عالم إلا وفي علمه مأخوذ ومتروك ما عدا صاحب هذا القبر) والتفت عن يمينه وأشار إلى قبر رسول الله - عليه السلام - وهو على المنبر، وهذا الحديث يدل على التخيير بين أقاويل العلماء.
والخبر الآخر قوله: (أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني إن أنا فسرت القرآن برأيي!؟) (¬1) وهذا الحديث صيانة للعلم عن الكذبة والخونة والتقليد.
وأما الأثران عن عمر فقوله: جردوا / الحديث وأنا شريككم في الأجر (¬2) . وهذا الحديث صيانة لرسول الله - عليه السلام - لا يلتبس بغيره لأنه أوتي جوامع الكلم.
والثاني: أنه يكتب إلى عماله وأمراء الأجناد أن علموا أولادكم النحو والعربية وهما لسانا الدين ومفتاحاه وركناه.
وأما النظران، فقول علي حيث قال: (لا تكونن إمعة). وهذا نهي عن التقليد. والثاني: قوله: (عدو المرء ما جهل), وصدق الله تعالى: { بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه } (¬3) وكما قال - عليه السلام - : «ما من رجل يحدث قوما بما لم تبلغه عقولهم إلا كان فتنة على بعضهم» (¬4) . والداء العضال في الأمرين قول أبي عبدالله محمد بن بكر - رضي الله عنه - : (من أراد الطريق فليقطع عليه من فوق). والثاني، قوله لسائله وقد سأله عن الرخصة في مسألة وألح عليه، فقال الشيخ: أرأيتك لو أجبتكها أكنت تعمل بها؟ فقال له السائل: نعم، ولا ألتفت ولا أبالي.
فقال له الشيخ: لا، ولكن تزن كل ما قلت لك بميزان الهندي إلى عين الشمس (¬5) .
مخ ۶