بالجنان؛ فأما العلم باللسان فذلك حجة الله على ابن آدم، وأما العلم بالجنان فذلك هو العلم النافع» (¬1)
ومنها التقليد للآباء والأجداد، وانتصار الأخلاق للأسلاف لأجل الصبا السابق واللهو اللاحق. وتفضيل العصار على الأعمار. والمألوف على المعروف ، ولم يجعلوا للنهي في أنفسهم نصيبا. ومنها قطاع الطرق على ذوي الحق، وسراق العقول من أهل الألحاد والفرق، وتلبيس إبليس عند لوائح الصدق. فأما الآيتان من كتب الله فقوله تعالى: { وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } (¬2) والآية الأخرى قوله تعالى: { اتقوا الله ويعلمكم الله } (¬3) فمن اتقى علم، ومن علم تفقه. اللهم فقهنا في الدين، وعلمنا التأويل يا رب العالمين.
وأما الحديثان فقوله - عليه السلام - : «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ويعلمه / التأويل ويلهمه رشده» (¬4) .
وأما الحديث الثاني فقوله - عليه السلام - : «لن يتفقه أحدكم كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة» (¬5) . وهو معنى قوله تعالى: { وقل رب زدني علما } (¬6) وفقر الأعمى إلى الرؤية أشد من فقر الرائي إلى كثرة الوجوه. وهاتان الآيتان والحديثان ترغيب في التقوى وتوفيق في الطلب وإلهام في نيل الأدب.
مخ ۵