358

عدل او انصاف

العدل والإنصاف للوارجلاني

ژانرونه

ودون القيمة التشفي إذا لقوك. والقصاصات كلها ليس فيها أكثر من التشفي. ولو خير العاقل أن تقطع يده بعشرة أيد لما رضي، وروحه بعشرة أرواح لما رضي. وآخر هذا كله التشفي في مظلمتك إن عازك القصاص والقيمة بسكون نفسك إلى موعود الله تعالى: {ونضع الموازين..................... حاسبين} (¬1) . قد صدق الله سبحانه وهو أسرع الحاسبين. وقد تقع فنون التشبيهات في الأمثل والأغلب. وأن الأبيض أبيض وإن كان أسود الرأس واللحية، والأسود أسود وإن كان أبيض الأسنان والعينين. والمعاصي والطاعة بمثابة هذه المثابة. وقل ما يخلص الصاح من معصية، وقل ما يخلو الطالح من طاعة، والاسم الأغلب، قال الله تعالى: {خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ...} (¬2) وقال: {ونكفر عنكم سيئاتكم} (¬3) . وقد تكفر بعض الطاعة/ بعض المعاصي وتحبط بعض المعاصي بعض الطاعة. والشبه يقع في معنيين حكمي وحسي. ونحن ننبه عليهما بفنين دالين على كل ما وراءهما إن شاء الله.

أما الحكمي؛ اعلم أنه لما ازدحمت الأشباه في العبيد تعارضت العلل فازدحمت الأجوبة فيها كما قدمنا، وذلك أنهم بنوا آدم مكلفون عقلاء يسوسون الأموال ويقومون عليها، واشتركوا مع الأحرار في التباعات وفي جميع ما يليق بالحرار من المشرب والمأكل والملبس والمنكح ولم يقصره إلا الرق والعبودية عن كل ذلك.

مخ ۳۵۹