295

عدل او انصاف

العدل والإنصاف للوارجلاني

ژانرونه

أما الذين قالوا مؤمن فاسق، أخشى (¬1) عليهم أن يصدموا النص، قال الله تعالى: { أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون } (¬2) .

وكذلك الاختلاف في أمور الآخرة مثل الألفاظ الواردة كالصراط والميزان والأعراف والحشر والصحف والحساب والشفاعة والصعقة والحشر حفاتا وعمراة غرلا، والحشر وفودا ليس هناك موضع إلا وفيه اختلاف إما / مخطئ وإما مصيب أو مصيبان جميعا، وفوق كل ذي علم عليم.

ومما شاع الاختلاف فيه وان وقع الاجماع على خلافه ومضى مثل حكم أبي بكر الصديق رضي الله عنه في المرتده وهو من متروك السنن، والسنة القائمة أن المرتد، يقتل ولا يسبل ولا يغنم. وقد أجمعت الأمة قديما وحديثا على هذا، فقتل أبو بكر وسبى وغنم، ومذهبه في ذلك أنهم قوم خرجوا من الكفر إلى الاسلام غرة تظافروا وتعاضدوا ورجعوا إلى ما هم فيه كأنهم لم يخرجوا منه، وأخرى أنه امتنع من قبول اسلامهم بعدما قاتلهم وفتحهم حتى اشترط عليهم شروطا وذلك حين قدمت وفودهم يطلبون الاسلام، قال محمد بن اسحق: جاء وفد بزاخة من أسد وغطفان إلى أبي بكر الصديق يسألونه الصلح فخيرهم أبو بكر بين الحرب المجلية والسلم المخزية. قالوا: هذه الحرب المجلية قد عرفناها، فما السلم المخزية؟/ فقال: تنزع منكم الحلقة والكراع، وتدون قتلانا وقتلاكم في النار، وتتركون أقواما تتبعون أذناب البقر حتى يري الله خليفة رسوله والمؤمنين أمرا يذرونكم به. وما غنمنا منكم كان لنا وما غنمتم منا رددتموه إلينا. ثم عرض أبو بكر قوله وقولهم على الناس فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قد رأيت رأيا وسنشير عليك برأينا. أما ما رأيت من أن تنزع منهم الحلقة والكراع فنعما رأيت وأما ما ذكرت من أن يدوا قتلانا وقتلاهم في النار فإن قتلانا قتلوا على أمر الله فأجرهم على الله، لا دية لهم. فتتابع الناس

مخ ۲۹۶