وقال بعضهم: إن بعض الملائكة رسل ورعضهم ليسوا برسل روحانيينن وغير الرسل كروبيون. قال الله تعالى: { جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع } (¬1) . وجاعل/ يصلح للماضي وللآتي لأنه اسم. فاختلفوا فوسعهم الاختلاف. وذكر بعضهم في الاجنحة أكثر من العدد الذي ذكر الله تعالى، وإن كان لا يوصل إلى ذلك بالتوقيف. حتى ذكروا أن لجبريل عليه السلام ستمائة جناح ولغيره أكثر. واختلفوا في عدد الحفظة. فقال بعضهم: اثنان كما قال الله تعالى: { عن اليمين وعن الشمال قعيد } (¬2) . فصاحب اليمين وصاحب الشمال. وقال بعضهم: أربعة كل يوم وكل ليلة فالاثنان الأولان قعود والثانيان: اثنان بالليل واثنان بالنهار. وقال بعض: ستة بالليل وستة بالنهار.. وقال بعضهم: لا يقصرون على عدد مرسوم، قد يكثر العدد ويقل. واستدلوا بقول رسول الله عليه السلام وذلك أن رسول الله عليه السلام صلى بإصحابه وفيهم أعرابي تسمع للقراءة فلما هوى إلى الركوع ورفع وقال عليه السلام سمع الله لمن حمده قال الأعرابي: ربنا ولك الحمد/ حمد كثير طيبا مباركا فيه. فلما قضى عليه السلام صلاته قال: أيكم صاحب الكلمة فقال الأعرابي: ها أنا يا رسول الله. فقال عليه السلام: والذي نفسي بيده لقد رأيت نيفا وثلاثين ملكا يبتدرون أيهم يكتبها أولا.
وقال الغزالي: وحكي عن رسول الله عليه السلام قال: إن لكل مسلم مائة وستين ملكا يحفظونه من الشيطان لو نظرتم إليهم على رؤوس الشعاب ولآكام (¬3) .
مخ ۲۸۴