فأجاب أبو العتاهية: «إن ما نسمعه يا أمير المؤمنين من أسباب الطرب يرمي الزهد بالمنجنيق.»
فاستلطف الرشيد تعبيره وضحك وهو يقول: «هذا هو الشعر بعينه؛ فقل بيتا أو بيتين.»
قال: «سمعا وطاعة، وسأتلو ما يحضرني بعد قليل؛ لأني تركت النظم من زمن طويل.»
وبينما هم في ذلك إذ دخل مسرور، فلما رآه صاح فيه: «ويلك! أين إبراهيم؟»
قال: «هو بالباب يا مولاي. لقد أتيت به من أقاصي الأرض.»
قال: «أدخله إلي ليكون قريبا من هؤلاء القيان يعلمهن أو يساعدهن.»
فدخل إبراهيم وسلم فأمر له الرشيد بالجلوس وقال له: «نظننا قد أزعجناك لدعوتنا إياك على غير انتظار، ولكننا آثرنا لذتنا على راحتك؛ فاعذرنا.»
فخجل إبراهيم لهذه المجاملة وقال: «نحن عبيد أمير المؤمنين، وإذا دعانا إلى خدمته فقد شرفنا ورفع منزلتنا.»
فقطع الرشيد كلامه وقال: «اسمع الغناء الجديد.» والتفت إلى صاحبة ستارة القيان وقال: «إن إبراهيم؛ أستاذ المغنين، يحب سماع ذلك الغناء الجديد.»
فصاحت الجارية: «غني يا قرنفلة.»
ناپیژندل شوی مخ