ولقد أملا رجليّ بها ... حذر الموت وإنّي لفرور [١]
ولقد أعطفها كارهة ... حين للنّفس من الموت هرير [٢]
كلّ ما ذلك منّي خلق ... وبكلّ أنا في الرّوع جدير
فزعم أنّ الفرار من أخلاقه، كما أن الإقدام من أخلاقه. وهذا خلاف قول ابن مطيع [٣]:
أنا الذي فررت يوم الحرّه ... والشّيخ لا يفرّ إلا مرّه
لا بأس بالكرّة بعد الفرّه [٤]
وقول ابن مطيع شبيه بقول عتيبة [٥] بن الحارث بن شهاب، حيث يقول:
_________
[١] رويّ هذه الأبيات مقيّد بالسكون، أو مطلق بالضم. وهى من مختارات الحماسة ١٨١ بشرح المرزوقي و١: ١٧٦- ١٧٧ بشرح التبريزي. وانظر كذلك اللآلىء ٤٨، ٣٤٤، والعقد ١: ١٤٧، والشعر والشعراء ٣٧٤، وحماسة البحتري ٥٢. بها، أى بالفرس. ويروى: «أجمع رجلى بها» والمعنى: أركضها وأستدرّ جريها. يمدح الهرب إذا كان فيه النجاة ولا مخلص منه.
[٢] يقول: كما أهرب في الوقت المناسب، أعطف فرسا مقدما على الأعداء في الوقت المناسب أيضا وأصل الهرير صوت دون النباح.
[٣] هو عبد الله بن مطيع بن الأسود العدوي، وكان قد فر يوم الحرة من جيش مسلم بن عقبة الذي كان يلقب مسرفا لإسرافه فى القتل فلما كان يوم حصار الحجاج بمكة لعبد الله ابن الزبير جعل يقاتل أهل الشام وينشد هذا الرجز. وانظر العقد ١: ١٤٩/٤: ٣٨٩، والإصابة ٦١٨٧، ومعجم البلدان ٣: ٢٦٢ في رسم (حرة واقم) .
[٤] بينه وبين سابقه في العقد:
فاليوم أجزى فرّة بكرّة
[٥] في الأصل: «عيينة»، والصواب ما أثبت من العقد ١: ١٥٠، ومعجم البلدان (ثبرة)، والحيوان ٢: ١٠٤ حيث سقت هناك ترجمة له. وكان عتيبة قد فر عن ابنه «حزرة» يوم ثبرة، وهو ماء في وسط واد في بلاد ضبة.
1 / 40