29

کتاب البرصان والعرجان والعميان والحلان

كتاب البرصان والعرجان والعميان والحلان

خپرندوی

دار الجيل

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٠ هـ

د خپرونکي ځای

بيروت

وأتمّ الفرسان في الحرب آلة من عرف المفرّ كما يعرف المكّر. يقول: فلست كمن يستفرغه وهل الجبان، ولا كالذي يعجل فيلجم ذنب فرسه ويركبه مشكولا [١]، ويركله برجله وهو مقيّد، وينزل عن ظهره، ويظنّ أنّ سعيه على رجليه أبلغ من ركض فرسه في النّجا [٢] . قال زيد الخيل: أقاتل حتّى لا أرى لي مقاتلا ... وأنجو إذا لم ينج إلا المكيّس ولست بذي كهرورة غير أنّني ... إذا طلعت أولى المغيرة أعبس [٣] وقال الحارث بن هشام: الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتّى رموا فرسي بأشقر مزبد [٤] فصددت عنهم والأحبّة فيهم ... طمعا لهم بعقاب يوم مفسد [٥] وعلمت أنّي إن أقاتل واحدا ... أقتل ولا يضرر عدوّي مشهدي يقول: ليس من الصواب أن أقف موقفا أقاتل فيه باطلا. وقال عمرو بن معد يكرب:

[١] شكل الفرس بالشّكال: شدّ قوائمه بحبل. [٢] النجا، بالقصر وبالمد: السرعة. [٣] الكهرورة، بالضم: الانتهار لمن خاطبه وتعبيس الوجه له. وفي الأصل: «أعيس» بالياء المثناة، صوابه بالباء كما في اللسان (كهر) ونوادر أبي زيد ٧٩. [٤] قال هذا الشعر يعتذر من فراره يوم بدر. السيرة ٥٢٣ جوتنجن، وعيون الأخبار ١: ١٦٩، والأغاني ٤: ١٧، والعقد ١: ١٤٠/٥: ٣٣٦. والأشقر المزبد: يعنى به الدم الذي قد علاه الزّبد. وكان حسان قد عيّره بفروه إذ يقول: إن كنت كاذبة الذي حدثتني ... فنجوت منجى الحارث بن هشام ترك الأحبة أن يقاتل فيهم ... ونجا برأس طمرّة ولجام ديوانه ٣٦٣، والسيرة ٥٢٢، وعيون الأخبار ١: ١٦٩، والعقد ١: ١٤٤. [٥] الأحبة، يعنى بهم من قتل أو أسر من رهطه وإخوته.

1 / 39