المذهب البغدادي:
إن أوائل النحاة الذين ظهروا في بغداد كانوا ممن أخذ عن المبرد وثعلب وبذلك نشأ جيل يحمل آراء كلنا المدرستين، وكان منهم من مال في أغلب آرائه إلى أهل الكوفة، كابن كيسان المتوفى سنة ٢٩٩ وابن شقير المتوفى سنة ٣١٥ وابن الخياط المتوفى سنة ٣٢٠ والزجاجي المتوفى سنة ٣٣٧، ومنهم من اتجه إلى الآخذ بأراء أهل البصرة كأبي على الفارسي المتوفى سنة ٣٧٧، الذي عكف على حلقات البصريين، وابن جني المتوفى سنة ٣٩٢، الذي يعد أول أئمة المدرسة البغدادية، وكان ظهور هذين العالمين إيذانا بنشوء مذهب جديد في الدراسة والتصنيف، مذهب يقوم على الانتخاب من آراء المدرستين جميعا والاجتهاد في استنباط آراء جديدة، معتمدين على تمثل آراء نحاة البصرة والكوفة وآراء البغداديين الأوائل، وكان أشهر أتباع المذهب الجديد الزمخشري المتوفى سنة ٥٣٨ وابن الشجري المتوفى سنة ٥٤٢ وأبو البركات بن الأنباري المتوفى سنة ٥٧٧ وأبو البقاء العكبري سنة ٦١٦ وابن يعيش المتوفى سنة ٦٤٣.
المذهب الأندلسي:
ابتدأت عناية الأندلسيين بنحو الكوفة، فكان أولهم جودي بن عثمان الموروي المتوفى سنة ١٩٨ الذي رحل إلى المشرق، وأخذ عن الكسائي والفراء، وعبد الملك بن حبيب السلمي المتوفى سنة ٢٣٨، حتى إذا وصلنا إلى الأقشنيق المتوفى سنة ٣٠٧ نراه يرحل إلى الشرق، ويعود بكتاب سيبويه، ويعلمه تلاميذه بقرطبة، وعنه أخذ أحمد بن يوسف بن حجاج المتوفى سنة ٣٣٦، ويبدأ الاهتمام بالكتاب أكثر فأكثر على يدي محمد بن يحيى المهلبي الجياني المتوفى سنة ٣٥٣ وأبي على القالي المتوفى سنة ٣٥٦ وابن القوطية المتوفى سنة ٣٦٧، وغيرهم. فطبع نحو الأندلسيين عند ذاك بالطابع البصري في أغلب مسائله وقواعده، ثم أقبل العلماء على شرح كتب المشرق المشهورة بشكل عام، والإفادة منها، واشتهر من نحاتهم كثيرون أمثال الزبيدي صاحب طبقات النحويين واللغويين المتوفى سنة ٣٧٩ وابن الإقليلي المتوفى سنة ٤١٤ وابن السيد البطليوسي المتوفى سنة ٥٢١ والسهيلي أبي القاسم المتوفى سنة ٥٨١ وابن
1 / 11