جهد في ذلك النقل سوى ترجمته النصوص إلى الفارسية.
أما أكثرهم نقلا مع التنويه بأنه ينقل عن ابن الفقيه- بصورة عامة- فهو ياقوت الحموي الذي نقل عنه في مائة وثلاثة مواضع من كتابه معجم البلدان (1).
وقد كان قلمه يزل أحيانا فيكتب: محمد بن أحمد بدلا من الصواب: أحمد بن محمد وهو الغالب في كتابه. وقد ذكرنا فيما مضى من المقدمة الموارد التي زل فيها قلمه.
ولقد دلتنا نقوله أنه كان ينقل عن المخطوطة الأصل وليس المختصرة كما أشرنا إلى ذلك في هوامش الكتاب. ونعتقد أنه كان ينقل عن نسخة من كتاب البلدان أكمل من هذه التي يوجد نصفها تقريبا بين أيدينا. ففي مادة (شبداز) لدى ابن الفقيه وفي النسخة الأصل لم نجد بضعة أسطر كان ياقوت قد قال صراحة أنه نقلها عن ابن الفقيه (انظر مادة شبداز 3: 250). وكان يجري تغييرا طفيفا على العبارة. فمثلا نقرأ في فصل همذان لدى ابن الفقيه: «وقرأ علي بعض النصارى كتابا بالسريانية» (111 أ) ونجد ياقوت كتبه هكذا: «ووجد في بعض كتب السريانيين» (همذان 4: 981). أو قول ابن الفقيه (111 ب): «فأجمعوا على أن تسد عيونها حولا ثم يفتح السد ويرسل على المدينة فإنها تغرق». نجده لدى ياقوت: «فأجمعوا على أن مياه عيونها تحبس حولا ثم تفتر وترسل على المدينة فإنها تغرق» (مادة همذان 4: 982).
ويبدو أن كثرة نقول ياقوت عن ابن الفقيه كانت تدعوه إلى أن ينقل عنه من غير أن يذكر اسمه. فنحن نعرف بشكل أكيد أن المناظرة بين الواسطي وابن أبي السرح- قلنا إننا نرجح أن يكون ابن أبي السري- قد جرت في منزل محمد بن إسحاق بهمذان، وهو والد أحمد بن محمد بن إسحاق مؤلف كتاب البلدان (117 ب وما يليها) ومع ذلك فقد نقلها ياقوت (مادة همذان 4: 984) بطولها
مخ ۴۲