ما إن يرى فيها العريق إذا رأى
شيئا سوى الخيلاء والتبريق
قد فضلوا جهلا مقطمهم على
بيت بمكة للإله عتيق
بمصارع لم يبق في أحداثها
منهم صدى بر ولا صديق
إن قال فاعلهم فغير موفق
أو قال قائلهم فغير صدوق
شيع الضلال وحزب كل منافق
ومصارع للغي والتنفيق
أخلاق فرعون اللعينة فيهم
والقول بالتشبيه والمخلوق
لولا اعتزال فيهم وترفض
من عصبة لدعوت بالتغريق
يا طول شوقي واتصال صبابتي
ودوام لوعة زفرتي وشهيقي
ذكر العراق فلم تزل أجفانه
تهمي عليه بمائها المدفوق
ونعيم دهر أغفلت أيامنا
بالكرخ في قصف وفي تفسيق
وينهر عيسى أو بشاطئ دجلة
أو بالصراة إلى رحى بطريق
سقيا لتلك مغانيا ومعارفا
عمرت بغير البخل والتضييق
ما كان أهنأه وأبعد داره
عن أرض مصر ونيلها الممحوق
لا يبعدن صريم عزمك بالمنى
ما أنت بالتنفيد بالمحقوق
فربا الرجوع إلى العراق وحلها
بمصر فريق بعد جمع فريق (1)
وقال أحمد بن الطيب (2) تلميذ الكندي: مدينة السلام شريفة المكان، كثيرة الأهل، واسعة [52 أ] الشكل، بعيدة القطر، جليلة الولاية نبيهة السلطان، ينبوع الآداب ومنبت الحكم. يأتيها برد الآفاق وخطباء البلاد. ما فعل فيها من خير فمشهور وما علن فيها من شر فمستور. منها الفقهاء والقضاة والأمراء والولاة.
عتاد الخلافة ودار أهل الدعوة. وإن لها لجنسا من السعادة ولأهلها نوعا من الرئاسة، وذلك أنه قلما اجتمع اثنان متشاكلان وكان أحدهما بغداديا، إلا كان
مخ ۳۲۶