الجبل. ويتعذر دخولها في الشتاء إلا الشيء اليسير، يجلب من ناحية الكوفة.
فكان ربما بيع اللحم ببغداذ على ستة أواق. فكثر استعمال الناس للسويق لهذه الحال لأنهم كانوا يأكلونه مع التمر ومع السكر ومع الدبس وغير ذلك . فلذا صار كثيرا.
وقال أحمد بن أبي طاهر (1): أخذ الطول من الجانب الشرقي من بغداد للناصر لدين الله عند دخوله مدينة السلام، فوجد مائتا حبل وخمسون حبلا.
وعرضه مائة حبل وخمسة أحبل. يكون ستة وعشرين ألف جريب ومائتين وخمسين جريبا. ووجد طول الجانب الغربي مائتين وخمسين (2) حبلا. وعرضه سبعين حبلا. يكون ذلك سبعة عشر ألف جريب وخمسمائة جريب. فجميع ذلك ثلاثة وأربعون ألف جريب وسبعمائة وخمسون.
وقيل لرجل: كيف وجدت بغداد؟ قال: الأرض كلها بادية وبغداد حاضرتها. وأنشد بعضهم في بغداد.
بغداد يا دار الملوك ومجتنى
صنوف المنى يا مستقر المنابر
ويا جنة الدنيا ويا مطلب الغنى
ومنبسط الآمال عند المتاجر
ووصف بعض الأدباء بغداد فقال: هي سهلية جبلية برية بحرية، صيدها غزير وخيرها كثير، طيب هواؤها، يسر فناؤها، دائم رخاؤها. فضلها على سائر البلدان كفضل ماء الأنهار على ماء البحار. فهي كما قال عمارة:
ما ذا ببغداد من خير أفانين
ومن منازل للدنيا وللدين
تمسي الرياح بها حسرى إذا درجت
وحرشت بين أغصان الرياحين
وهي محل الخلفاء ومسكن الوزراء ومأوى بني هاشم والأبناء ومقرهم ومفزعهم في الشدائد [44 أ] والرخاء، الواسعة الدور، الكثيرة القصور، الغزيرة
مخ ۳۱۰