261

کتاب البلدان

كتاب البلدان

ژانرونه

جغرافیه

قالا لها: أشغلينا في عمل آخر إلى الليل، فإنا لا نجسر أن نرجع إلى سليمان.

قالت: ما لي [26 ب] عمل، قد فرغتما من عملي الذي أردت. قالا: فإنا نهدم القصر ونتشاغل بذلك إلى آخر النهار فتحتاجين أن ترجعي إلى سليمان فتعيدي عليه المسألة. فلما رأت الجد منهما دفعت إلى أحدهما مسحا أسود وقالت:

اغسله حتى يبيض. وقالت للآخر: تعال حتى أشغلك في عمل آخر. واستلقت على قفاها وكشفت عن فرجها وقالت: رش على هذا الجرح ماء وروحه حتى يلتحم. وكان الذي فعلت به هذا يسمى أكي. فلما روحها ساعة ورآه لا يلتحم دعته نفسه إلى مواقعتها. ففعل وأحبلها فولدت الشيصبان وتالي وداقويه. وهم بنو عمك وقرائبك. فلينفعنا هذا عندك.

فقال النبطي: هذه لعمري رحم ماسة وفي دون رعاية وحفاظ، ولن أدع القيام بشأنكم، فما الذي تشكون؟

قالوا: ما نحن فيه من التعب ونقل هذا الصخر من فارس إلى الشام.

قال: أو ليس إنما تنقلونه ذاهبين فتستريحون راجعين؟

قالوا: بلى.

قال: فهذا نصف الطريق. فتركهم وانطلق إلى سليمان فقال: يا نبي الله! أتظن أنك قد شغلت هؤلاء الجن الذين ينقلون الصخر وكففتهم عن التولع ببني آدم؟

قال: نعم.

قال: فاعلم أنهم يرجعون فرغا يعبثون بالناس في طريقهم ويؤذونهم.

قال: فما ينبغي أن أصنع بهم؟

قال: تحملهم الصخر من فارس إلى الشام لبناء بيت المقدس، ويحملون من الشام إلى فارس المرمر فيبنى لك به ما تريد وتكفهم عن أذى الناس. ففعل بهم ذلك.

مخ ۲۷۳