ويجمع بسمارك فؤاده القلق للمرة الأولى ولبضعة أسابيع، بعض الجمع تحت دوح
18
الزيزفون والبلوط وتحت أنظار أب طيب، وبفضل عناية فلاحة أريبة، وبفضل عمل متصل، فعاد مزاجه لا ينم على خلع عذار ، بل يدل على رصانة، وكأن سبينوزا يبارك ذلك، فلا يرى تعليم المحلل بفطرته غير أساليب التحليل.
وينال بسمارك أحسن شهادة وأطيب توصية فيذهب إلى إكس لا شابل حيث أرادت أمه، ورئيس هذه المستعمرة البروسية الجديدة كان من آل أرنيم الذين يرجع أصلهم إلى المارش القديم، وأمه تلك رأت أنه إذا ما قضى هنالك أكثر من سنتين سار على أثر جده منكن.
الفصل الرابع
كانت إكس لا شابل في ذلك الحين محطة ماء معدني وملتقى لثلاث بلدان، وكانت تعج بالأجانب الذين يقصدونها لتبديد الوقت والمال، وكيف يستطيع مفتون في الحادية والعشرين من عمره أن يمارس القانون في بناء حكومي هنالك؟ وكان الكونت أرنيم ممتازا ذا أطوار إنكليزية، فيتقبل ابن وطنه كولي عهد، فيسدي إليه بعد الغداء بنصائح خاصة ويرسم له خطة ثمينة يستطيع القانوني الشاب أوتو أن يجاوز بها جميع المراحل بسرعة فيصل إلى منصب نائب قاض، وهنالك يبدأ الدبلمي الحدث
1
عمله «فيتساوى في الأهمية عندي أن يعين مقامي في سان بطرسبرغ أو في ريودوجانيرو.»
بيد أن الغطريس أوتو الذي لم يأل أبواه جهدا في إنالته ذلك الحظ، يزدري ركاب السرج الذي يعرض عليه ليرتقي منه، فيفضل أن يدور بجواده مع فتيات إنكليزيات فيقع وترض أعضاؤه فيعاوده نفوره من الحياة فيقرأ فوق سريره رسالة الواجبات لشيشرون، ويطالع كتاب سبينوزا العزيز عليه، ويتلو قصة ريشارد الثالث ورواية هملت، ثم يشفى ويدع الحكومة وشأنها، ويصول في ملاذ العصر ويحول بأحمق مما كان عليه، ويثير دهش رفقائه حول المائدة بالتهامه 150 محارا وإبدائه لهم أحسن الطرق في شيها.
2
ناپیژندل شوی مخ