2
طويلا في فمه، فإذا ما نادى «أريل» فرك ركبته كلب ضخم أصفر، هو يتوجه إلى جامعة غوتنجن فيمثل أمام رئيسها الذي دعا إليه التلاميذ بسبب سلوكهم غير اللائق ولباسهم غير المناسب، ويمر بعض رفقائه بالقرب منه لابسين ثيابا عادية وعمرات تقليدية ملونة فيضحكون، ويتحداهم تلميذ السنة الأولى ذلك من فوره، ويسوي أسنهم الأمر، ويكون لما يبديه من عزم في هذا الفصل الأول بالغ الأثر، ويدعى، ويعرض عليه أن ينتسب إلى الفرقة، ولا يلبث أن يصير عضوا فعالا فيها.
والمباغتة كانت مقصده الأول عند وصول إلى جامعة غوتنجن، ولدينا وصف حي له في الرواية التي دبجها يراع رفيقه في الطلب الأمريكي جون لوثروب موتلي، فنشرها بعد سنوات قليلة من ذلك الحين، وبسمارك في هذه الرواية هو أوتوفون رابنمارك، وموتلي يقول: «هو شاب صغير ... هو لم يتم السابعة عشرة من سنيه، ولكن مع نضج في السجية ... هو يعلو جميع من عرفتهم علوا لا يقاس به غيره ... ومن النادر أن رأيت من هو غير خلاب أكثر منه ... وإن سمت درايته ... بدأت أظنه حسن المظهر نوعا ما، فوجدته ذا شعر أشعث وسط بين الأحمر والأسمر، ووجدت وجهه أنمش، ووجدت عينيه عاطلتين من اللون في المركز فتخفهما شريطة حمراء كما يبدو، ووجدت ندبة كبيرة، بقية لمبارزة جديدة، ممتدة من أرنبته
3
إلى حافة أذنه اليمنى ومخاطة بأربع عشرة غرزة ... وقد حلق أحد حاجبيه حديثا فدل وجهه على خلق عجيب فريد في بابه، وقد كان وجهه نحيلا غير كامل النمو ، ولكن مع طول محتمل ... وكان يلبس معطفا مشوشا بلا طوق ولا أزرار خاليا من الشكل والهندام، وكان يلبس سروالا وحذاء ذا كعب حديدي وذا مهماز هائل، وكانت قبته،
4
وتكاد تعطل من الربطة، منثنية على كتفيه، وكان شعره متدليا على أذنيه وعنقه، وكان تعهد شاربيه غير المعيني الهيأة يوجب إكمال جهاز محياه،
5
وكان يحمل حول صدره حساما عظيما.»
ومما رواه موتلي - أيضا - أن «رابنمارك» كان يعزف على البيان والكمان، وأنه كان يتكلم بأربع لغات، وأنه يعبر عما في نفسه بفطنة إذا ما كانا وحدهما معا.
ناپیژندل شوی مخ