278

بسمارک: د یوه مبارز ژوند

بسمارك: حياة مكافح

ژانرونه

15

والسرطان البحري واللحم المدخن وفخذ الخنزير المقددة واللحم المشوي والمخللات، وإذا ما قيل له إن هيئته تدل على حسن صحته أجاب عن هذا بقوله: «أود أن أكون سيئ المنظر مع العافية، ومن سوء حظي ألا يعطف أحد علي! ويبلغ هذا من ضغط دماغي ما يخيل إلي معه أنه مجموعة هلام

16 ... والدم سائل عجيب، وأعجب منه أعصابنا التي هي خيوط حيوية تلبط المخلوقات المسكينة عند طرفها.»

واستبداده أساس اضطرابه، واسمع قوله: «لقد حاولت تسيير أطبائي حتى الآن، وأخيرا وجدت واحدا منهم يسيرني.» ويغدو في ذلك الحين؛ أي عند بلوغه الثامنة والستين من عمره، حاد الطبع محركا للعواطف، فقد صار يشكو من الصداع والشقيقة

17

والأرق والمغص وورم الساق وتمدد الأوردة، ويبلغ وزنه 247 رطلا، ويذهب أطباؤه إلى أنه مصاب بسرطان في المعدة والكبد لا يرجى له شفاء، ويفحصه في فارزين صديق بيل وطبيبه إرنست شويننجر فيسأله أفراد الأسرة عن رأيه فيقول: «إذا لم يدار الأمير نفسه هلك قبل ستة أشهر.» ويستفسر المريض منه بنفسه فيجيبه قائلا: «لا أستطيع النطق بالألفاظ الطنانة، ولا أستطيع معالجة مثل هذه الأمراض المزعومة.» ويؤثر هذا في بسمارك، ولم يكلمه أحد بمثل ذلك قبل الآن، فهذا هو الإنسان!

ثم يبدو الطبيب في برلين قويا فيحمل المريض على اتباع نظام خاص، وهو يجعل المستشار في الساعة الثامنة من كل صباح ينهض للتمرين الرياضي بمقابض من حديد، وهو لا يدعه يأكل في كل يوم من غير الرنكة،

18

ولما صاح بسمارك قائلا: «يظهر أنك مجنون!» أجابه شويننجر بقوله: «حسنا يا صاحب السمو، والأحسن أن تستدعي بيطارا!» وهنالك ينصرف شويننجر، ويقص شويننجر هذه البداءة في الغالب، ويضحي ذلك الرجل القوي قبضته بعد اليوم، ويذعن بسمارك، ولا يغادر ذلك الطبيب منزل بسمارك مدة خمسة عشر يوما، ويعنى ببسمارك ويرقب أكله وشربه ورقاده ونهوضه وعمله ونومه، وتتحسن صحة المريض بعد أسبوعين تحسنا ملحوظا، ويترك شويننجر المنزل للمرة الأولى، ولم يتمالك المريض أن أمر بإحضار «ثلاث قطع من القشدة»

19

ناپیژندل شوی مخ