247

بسمارک: د یوه مبارز ژوند

بسمارك: حياة مكافح

ژانرونه

ولم يزل بسمارك ذا صلة بخليفة لاسال بعد موت لاسال، ولم ينس بسمارك تماما أفكار لاسال حول الدولة الاشتراكية. والآن بعد الكومون لا يريد بسمارك قولا عن الاشتراكية، وبسمارك يبصر أنه في غنى عن معارضة الأحرار، فيحاول حماية الملك الخاص بقوانين جديدة معاقبا بالسجن كل من يلقي خطبة اشتراكية، ويرفض الريشتاغ اقتراحاته فينذره بقوله: «إن الاشتراكية الديمقراطية تقدمت كثيرا ... وستكون الطبقة الوسطى متعطشة إلى التدابير الجزئية بعد بضع سنين.»

وفي الانتخابات القادمة ينال الحزب الديمقراطي الاشتراكي الجديد اثني عشر مقعدا في الريشتاغ، فيدعو بسمارك إلى معالجة ذلك بعصا الإصلاح التي فرضها الرب على النوع البشري، ولم يدرك بسمارك سير الفكر الحديث فيتكلم عن «فساد رأي أولئك الذين يعتقدون طيران الحمام المشوي إلى أفواههم»، ولم يجد بسمارك غير مداواة هذا «الجنون الإجرامي بالهواء والشمس»، ولم يوفق بسمارك لفرض تدابير زاجرة للاشتراكيين؛ فقد خشي الريشتاغ وضع قوانين استثنائية ضد فريق من أبناء الوطن.

واليوم يتوتر الوضع بعيار ناري .

ففي شهر مايو سنة 1878 أطلق رجل عيارا ناريا على الإمبراطور الذي كان في الثمانين من سنيه، وذلك حينما كان يتنزه في العربة، والجاني هو طالب رث الثياب فاسد السيرة كان قد طرد من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، فلما انتهى الخبر إلى بسمارك خبط المائدة وصرخ قائلا: «والآن أضحوا قبضتنا!» - «أهم الاشتراكيون يا صاحب الفخامة؟» - «كلا! هم الأحرار!»

ويدبر بسمارك الأمر في أقرب من لمح البصر، واليوم لا بد من أن تؤثر محاولة قتل ولهلم في الأحرار فيوافقوا على سن قانون استثنائي، فبهذه الوسيلة يمكن الخلاص مع الوقت من الأحرار الذين غدوا غير ضروريين بعد وضع «مكافحة الظلام» على الرف، وفي ذلك اليوم يطلب بسمارك من وزير العدل كتابة مشروع القانون الجديد، وفي اليوم التالي يرسل هذا المشروع إلى الوزراء الآخرين وبعد عشرة أيام يقدم إلى الريشتاغ ذلك التدبير المرغوب فيه كثيرا والذي رقع على جناح السرعة فاشتمل على أغاليط فنية كثيرة، والذريعة لعرض ذلك المشروع على الريشتاغ هي: «إننا لا نستطيع قهر الاشتراكية الديمقراطية إلا بمجاوزة الحواجز التي أقامها الدستور في القوانين الأساسية مستندا إلى مبادئ نظرية في حماية الأفراد والأحزاب».

ويمضي عشرون يوما على محاولة قتل الإمبراطور، فيرفض الريشتاغ ذلك المشروع بالإجماع مع استثناء المحافظين من أعضائه، وينبئ بنيغسن بأن قبول ذلك المشروع يعني: إيجاد مجال للدسائس الخفية أخطر من المكايد العلنية، ويعني: تنغيصا كبيرا لعيش الطبقات التي تكون هدفا له، «فيقول من يراعي القانون: إذا التجأت ذوات الأملاك من الطبقات إلى مثل تلك الوسائل، وإذا صار مئات الألوف من أبناء الوطن خارج حماية القوانين، فلماذا نحترم هذه القوانين؟» ويقول بنيغسن مداوما: إن مثل ذلك القانون يؤدي إلى اضطراب واسع المدى، ويسير ريشتر على ذلك المنهاج فيصرح بأن ذلك القانون الاستثنائي ينعم بتاج الشهادة على أناس حقيرين.

ومن نافذة مشرفة على أنتردن لندن (تحت الزيزفون)، وبعد ثلاثة أسابيع، يطلق عيار ناري آخر على الإمبراطور الشيخ فيصاب بجرح بالغ في هذه المرة، ويسقط في العربة، وبعد ثلاث ساعات من محاولة القتل هذه ينقل المستشار الخاص فون تيدمن نبأ ذلك الحادث إلى ولي العهد حينما كان في حديقة فردريكسروه،

3 «وقد أبصرته بعد بحث، فوجدت معه كلابه الدانيماركية الكبيرة، ووجدته يمشي على هينته فوق العشب وتحت أشعة الشمس، وأذهب إليه، وأراه طيب المزاج، ويحدثني عن نزهه في أثناء النهار وعن تأثيرها في أعصابه». - «وصلت برقيات مهمة.» - «هل هي من الأهمية بحيث أطلع عليها في سواء الحقل؟» - «هي بالغة الأهمية مع الأسف، فقد أطلق الرصاص على الإمبراطور فأصيب بعيار ناري في هذه المرة فجرح جرحا بالغا.» - «علينا أن نحل الريشتاغ في هذه الحال.»

وهنالك يقطع الحديقة بسرعة متوجها إلى البيت، ويفصل تيدمن النبأ في غضون ذلك، ويدخل المنزل فيأمر بإعداد ما يلزم للعودة إلى برلين.

ولم يشاهد أوتوفون بسمارك مسرورا في يوم مثل سروره في ذلك النهار، وبسمارك مغرم بالعاهل المحنك وفق شاكلته؛ وذلك لما كان من تسليمه مقاليد السلطة إليه منذ ست عشرة سنة وتمكينه من إظهار عبقريته في مجال طليق، أجل، كان بسمارك يبدو شاكيا مضطربا تجاه حران

ناپیژندل شوی مخ