245

بسمارک: د یوه مبارز ژوند

بسمارك: حياة مكافح

ژانرونه

6

مغيظ، محذرا الوسط من هذا الزعيم الحزبي المعادي للريخ محدثا مع السخرية عن خشوع هذا النصراني الهانوفري وعدم إحساسه أجابه فيندهورست بقوله: «إنني كثير العيوب، ولكنني بريء من شائبة الهياج في المناقشات البرلمانية، وهنا ترون أنباضي

7

ستين في الدقيقة الواحدة كما هي خارج جدر البرلمان، ثم إن الخصم المحترم يلوم الوسط؛ لتعلق شخصي الصغير به، أفينطوي هذا على إطرائي أم على تعزيري؟»

ولما قال فيندهورست إن بسمارك يريد نقل معظم سلطان الدولة إلى البرلمان أمسك بسمارك الكأس التي أمامه على المائدة مضطربا، ولم يتمالك أن شرب ما فيه على عدة مرات بسرعة عازما على الجواب، ويواصل فيندهورست كلامه قائلا: «إذا ما طردت الكنيسة من المدارس فمن ذا الذي يقوم بالتعليم الديني بدلا منها؟ وهل الدولة أهل لهذا الأمر؟ وهل لديها من الوسائل ما تنجزه به؟ وإذا كان الأمر كذلك فدعوني أطلع على كتاب الدولة الديني الجديد، ألا إن هذه الدولة ستكون دولة وثنية أو دولة بلا رب، أو دولة إلهة في الأرض.» وهنالك لم يرد بسمارك أن يجيب أو لم يقدر على الجواب، وإنما اكتفى بقوله متأثرا: «لقد أدليت بأدلتي حول المبدأ الملكي ببروسية في سنوات كثيرة قضيتها في الخدمة، فآمل أن يأتي نائب مبن المحترم بذلك المقدار.»

وفي اليوم التالي يقوم بسمارك بهجوم مضاد فيقول شاتما بشدة: «ليس من شأن كلماتكم أن تشفي الجروح، بل من دأبها أن تزيد نار الغضب لهيبا، ومن النادر أن أبصرت نائب مبن المحترم يحاول الإقناع أو إصلاح ذات البين، أدعو الله الذي أومن به ألا يمن على هذا النائب المحترم بحق التصرف في كرمه، لما لا يكون لي غير نصيب هزيل إذ ذاك، وإنك تكون على وئام مع الدولة إذا ما عدلت عن الزعامة الغلفية، وما كانت الآمال الغلفية لتحقق إلا إذا سيطر الشقاق والاضطراب على الدولة.»

ويجيب فيندهورست من فوره: «لست شيئا، ولا أستطيع أن أصنع أمرا، ولكنكم أيها السادة تودون أن تجعلوا مني شيئا كما يظهر، ولا أريد أن أقول ما أفكر فيه حول مهاجمة الوزير لي؛ وذلك لوقوعي تحت سلطة رئيس المجلس غير الواضحة تجاه الوزراء، ولكنني لا أتقهقر أمام أي إنسان كان؛ ولذا أقول: إن الخطيب المحترم يسأل عن بقائي مرتبطا في أسرة هانوفر المالكة، فأجيب عن ذلك بأنني سأظل وفيا لها حتى الممات، ولا يوجد في الدنيا من القوى - ومنها قوة وزير ألمانية القدير - ما يستطيع أن يفصلني عن تلك الأسرة، وهذا مع اعتقادي أنني قمت بواجباتي عن وجدان كأحد الرعايا وكما تقتضيه أحكام الكتاب المقدس، وإذا ما عزي إلى الوسط خطط مثيرة للشبهات، وإذا ما قصد إلقاء الرعب في الوسط ببذر الريب حول نائب؛ فإننا نكون قد دنونا من دور الهول الذي يبطل حرية القول، وليعلم السيد المحترم أن من السهل دعم المبدأ الملكي عند اليسر وأن من الصعب دعمه في أيام العسر حين تفرض الطاعة!»

وعلى ذلك الوجه الساطع يكافح فيندهورست خصمه، ثم يحل فيندهورست عقدة ما بين القوة والروح من كفاح، حيث يقول: «يحالف النجاح جناب الوزير ما دام ذا جند ومال أكثر مما لدي ... وليست السياسة الخارجية أمرا عسيرا على من يستند إلى مليوني جندي!» وهنالك يغادر بسمارك المجلس فيقول فيندهورست باسما مستنتجا: «إن من عادات الفرسان في مثل تلك الحملات أن يتلقوا الأجوبة شخصيا، ولمخاطبة الوزير المحترم أمام ألمانية قيمة عظيمة»، فبهذه العزة وبهذه المرونة وبهذه المهارة وبهذه الصولة حمل داود على جليات بالمقلاع والحجر.

ولكنه لم يسطع إصابة الهدف، فلم يلبث بسمارك أن عرف خطأه حول تلك المسألة الدينية، وقد أفاد بسمارك من موت محب العراك بيوس التاسع ومن ارتقاء الدبلمي ليون الثالث عشر إلى عرش البابوية فتقهقر مستترا ملقيا على عواتق مرءوسيه مسئولية غارة أمر بشنها، ويقف بسمارك الكفاح بغتة في الشئون الداخلية، ويكتب أندراسي في أواخر سنة 1873 قوله: «يحتقن الدم في عيني بسمارك عندما يتكلم عن البابا، وترن كلماته كصب اللعنات، ويدعي أن الباب خطر على جميع البلدان، وينعته بالثوري والفوضوي فيدعو أوروبة إلى مقاومته إذا أراد كل أمير فيها أن يحفظ عرشه.»

ولم يمض كبير وقت حتى أيقن بسمارك بأن رومة لا تغلب، فوجه كل اللوم إلى وزير الديانة والتعليم فالك، ويهزأ بسمارك بوزير ورتنبرغ ميتناخت ؛ إذ يشبه الدولة ب «شرطي حامل سيفا طويلا خلف قساوسة خفاف»، ويصرح بسمارك بأنه كان بعيدا في فارزين عندما نشر قانون الزواج المدني، ولوزير سكسونية يقول بسمارك رسميا:

ناپیژندل شوی مخ