221

بسمارک: د یوه مبارز ژوند

بسمارك: حياة مكافح

ژانرونه

13

بسمارك فرسه من فوره، ويمتطي صهوته

14

من غير أن ينبس بكلمة، ويبحث مع ابن عمه في مشافي الميدان فيجد بيل جيد الصحة وأنه تدهور مع حصانه فقط وأن هربرت جرح بطعنة رمح، وتكون تلك الساعات التي قضاها بسمارك في التفتيش أشد عليه من جميع ما احتمله منذ مرضه في روسية، ولو وجد ولديه قد قتلا - كما كان يخشى - لأدى ذلك إلى نفاد قواه الحيوية كما كان يحدث لو بترت ساقه كما أريد سابقا، ولمات بسرعة بعد أن تضع الحرب أوزارها، فلا غاية لحياة بلا أولاد عنده، ولا يجد في عمله آنئذ ما يكافئه على ذلك، وهو على ما كان من عدم عنايته بتعليم أولاده يود بمشاعره الفروسية أن يطمئن إلى وجود ورثة من الذكور له كما كان شعوره اللاإنساني يجعله محتاجا إلى موضوع عاطفي، وكما كان دمه يحتاج إلى ضمان للديمومة.

إذن، كان بسمارك في الحرب يفكر في أولاده أكثر مما في الأيام العادية، ومن فرساي كان بسمارك يدير ملكه في فارزين مع إدارته لمملكة بروسية، ويرسل بسمارك كتابا إلى زوجه، ويبرق بعد ذلك ليسلم الكتاب المتأخر إليها؛ وذلك لما علمه من مغادرتها رينفيلد ولإمكان فتحه من قبل حميه البالغ من العمر ثمانين سنة وإطلاعه القسيس عليه وانتهاء أمره إلى الصحافة، وفي ذلك الكتاب يبدي بسمارك قلقا حول صحة بيل، وفي ذلك الكتاب يسأل زوجه عن وجود ثياب تحتانية من صوف لها وللأولاد، وفي ذلك الكتاب يبدي استياءه لعدم نيل ولديه وسام الصليب الحديدي مع استحقاقهما له ومع اجتنابه قول كلمة للملك في ذلك، ويكون ابنه هربرت ناقها في عيد الميلاد فيهدي إليه سيفا جميلا، ويمتنع عن البحث له عن عمل في الجبهة مرة أخرى متبعا نصيحة رون الذي قتل ولد له في الحرب.

ونحن حين نسمع أن بسمارك وهو مع الملك بغرافيلوت في أثناء المعركة فقد رباطة جأشه لأنه علم أن ولديه بين الغوغاء حيث اختلط الحابل بالنابل، «فمال إلى الأمام بادي الهيجان»، نعتقد زيادة رغبته في تعجيل عقد الصلح تبعا لعواطفه الأبوية.

وتضغط جميع تلك المؤثرات الكثيرة بسمارك من كل ناحية فتؤذي أعصابه، فيتأذى تابعوه من نروزته،

15

ومما حدث ذات يوم أن خط بالقلم الرصاصي إيضاحا على هامش ما كتب فلم يمر الحبر على ذلك قبل إرسال الوثيقة إلى الطبع، فعنف موظفيه الخصوصيين بقوله: «إنكم لا تنظمون المكتب! لسنا الآن في رحلة للراحة، تتركوني كلكم، تدعونني جميعكم أتميز من الغيظ، تختارون أسوأ الأوقات لذلك ناظرين إلى صعوبة الاعتياض مني.» وفيما كان بسمارك يخاطب نفسه حول المائدة في أحد الأيام قاطعه أحد البارونات فقال له بسمارك بغلظة: «لا يجوز أن يقاطع المرء حينما يقص أمرا، فقد ذهب عني حبل أفكاري، وكان يمكن الملاحظة التي أردتم إبداءها أن تنتظر.» حتى إن المفضال أبيكن قال لزوجه متوجعا: «إن أسوأ شيء هو أن يعرض عن السماع علي حين يريد الرجل أن يعرض عليه أمورا بسيطة لا غنية له عن معرفتها ... وفي الغالب لا يجيب أبدا، أو يجيب عن أمور لا تمت إلى السؤال بصلة، وهو لا يلتفت إلى ما أقول، وإنما يفكر فيما يريد أن يقوله لي، وهو يتعمد ذلك في أكثر الأحيان.» وفي الوقت نفسه يشعر بسمارك بأنه منكور مكروه، فيشتكي إلى زوجه قائلا: «وليصعد غدير الحسد والحقد القارس إلى القلب رويدا رويدا، فلا أحد يكسب لنفسه صديقا جديدا، ويموت الأصدقاء القدماء أو يتوارون، ويزيد البرد الذي يأتي من عل؛ لأن هذا طبيعي عند الأمراء وعند أحسن الأمراء، أشعر بالبرد وأشتاق إليك، وأحن إلى العزلة معك في الريف.»

بسمارك في سنة 1885.

ناپیژندل شوی مخ