ولم ينشد بسمارك حظوة لدى الشعب، واليوم يمكن بسمارك أن يزدريها هادئا، واليوم يبحث بسمارك عن أساس مكين لحل النزاع، فيرى أن يصار إلى انتخابات جديدة، وتمر ثلاثة أيام على إطلاق هذه القذيفة فيدعو إليه اثنين من زعماء المعارضة، ويأتي الآن لزيارة عدوه بسمارك تويستن الذي اتهم أمام القضاء بتحريض من بسمارك من أجل خطبة في المجلس النيابي، ونرى في عمل تويستن هذا دليلا على حس الطاعة لدى البروسي عندما يحيق الخطر بالبلاد، وإن ترك ينتظر عدة ساعات، ويعرض بسمارك الوضع عليه ثم على أونروه الذي هو من الأحرار، ويكلم أونروه في الحديقة في ليلة صيف باردة لما ليس لدى بسمارك من ساعات فراغ في النهار، ويشير أونروه إلى خلو البيان من أي ذكر للرجوع إلى حكومة دستورية، وهنالك يهيج بسمارك فيقول: «يظن الناس أنني قادر على كل شيء! يواجهني من المصاعب ما لا يتصوره غير القليل! لا أستطيع إقناع الملك بأن يصنع كل شيء أحبه! قبلنا ذلك فقال الملك: إن البيان سيئ سوء الدستور! يمكن أن يؤخذ بعض كتائبي بعد الحرب إذن ! لا أفعل ذلك!»
ويعدو ذلك حد الذريعة؛ وذلك لأن الصراحة الهائجة التي كلم بها بسمارك هذا الخصم وهذا اللاملكي عن الملك؛ تدل على ما يجب عليه أن يكافح به الملك.
أونروه :
يشابه وضعنا الراهن ما كانت عليه بروسية قبل حرب السنوات السبع ... وترانا ملزمين بتبجيل الملك مع ذلك.
بسمارك :
الوضع هو هو، ولكن بغير فردريك الأكبر! حقا! يجب صنع ذلك مع ذلك! أفاخر بأنني استطعت أن أحمل ملك بروسية على إمضاء مرسوم قائل بدعوة برلمان ألماني، ولكن سياسة كهذه لا يمكن أن تكون نافذة بالخطب والأنظمة، بل تقرر بنصف مليون جندي، وليست محاربة هنغارية وروتينية وسلوفاكية هي قتال الأخ لأخيه!
أونروه :
يحار كل واحد من بقاء العلم متموجا فوق القصر.
بسمارك :
سألت الملك غير مرة عند إصدار الأوامر بالانطلاق، فأجاب غاضبا بأنه سينظر في ذلك، ومن ثم ترى أنني لا أصل إلى ما أود في كل وقت، والملك في السبعين من سنيه، والملكة تعاكسني!
ناپیژندل شوی مخ