مليككم المحب: ولهلم.»
وفيما كان وقت الحساب الأكبر يقترب كان بسمارك يرقب نابليون الثالث، وكان هذا الإمبراطور والقوم الذين يملكهم ينظرون شزرا إلى ما تم من توفيق بين دولتي ألمانية المتنافستين اللتين كان خصامهما المزمن يسر أوروبة، وكانت إنكلترة في الحقيقة قد بدأت تفكر في إقامة حلف قوي ضد ألمانية الموحدة، ويقلب بسمارك الأمور، ويلوح لبسمارك أن الطريقة الوحيدة لمعرفة ماذا يدور في خلد نابليون الثالث هي الاجتماع به، ويهرع بسمارك، الذي كان قد حادث إمبراطورا في غاستن، من هذا المنهل إلى منهل آخر، إلى بياريتز، لينفث
5
إمبراطورا آخر، ويشعر بأن سفره ذلك هو إلى بلد معاد تقريبا، ويتخذ لنفسه منزلا قريبا من مغنى
6 «أوجيني» حيث مقر نابليون الثالث في الصيف، وإذا عدوت زوجة بسمارك التي ساءت صحتها، فحمله هذا الانحراف على سفره العجيب ذلك ظاهرا، لم تجد أحدا يعتقد صدق هذا، ومن بياريتز تكتب زوجته حنة قولها: «ساورني الحزن في الأيام الأولى لائمة نفسي على ما كان من تحميلي بسمارك المسكين نفقات كثيرة من غير أمل في أي تحسين! ويلوح لي أن صحتي في هنبرغ خير مما هي عليه هنا بدرجات.» فهذه الكلمة الساذجة تدل على مقدار كتم بسمارك لخططه السياسية عن زوجه منذ سنوات زواجه الأولى.
أفلم يكن أكثر هناءة في السنة الماضية حينما كان وحده في بياريتز؟ كان بسمارك بعد مصالحته دانيماركة قد زار ذلك السيف
7
زيارة قصيرة فلم يكن هنالك إمبراطور، ولم تكن معه زوجه، وإنما كانت ترافقه هنالك السيدة الفاتنة أورلوف وزوجها فقضى معهما وقتا في السباحة وركوب الخيل وتشنيف
8
الآذان بالموسيقى، وبسمارك في العامين اللذين مرا بعد استدعاء نفير رون إياه من بياريتز قد اجتمع بتلك الروسية الحسناء ست مرات، وهي في كتبها لم تدع نفسها بسوى كاتي الذي هو اسم لا يوحي بأنها أميرة روسية، ويقضي أولئك ساعات سرور، ويكتب إلى زوجه مرتين بشرود فكر غريب عن طبيعته - كما يلوح - «وأجدني هنا في حلم يا حبيبتي؛ فالبحر أمامي، وكاتي تمارس ألحان بتهوفن فوقي، ولم نر مثل هذا الجو في جميع الصيف، ولا قطرة مداد في البيت! سأفر إلى جبال البرانس إذا ما أبرقوا إلي ولن أشتري لوبن (القريبة من رينفيلد)، بل أبتاع إيشوكس أو أرضا أخرى قريبة من داكس، وإني إذ أفكر في ضرورة التدفئة ببادن، وبباريس أيضا، وفي حمل الشمس إيانا على خلع المعاطف والسراويل الثقيلة، وفي استلقائنا حتى الساعة العاشرة من ليلة أمس على الشاطئ وتحت نور القمر، وفي تناولنا الغداء في الهواء الطلق؛ أبصر مقدار ما يحبو به الله أهل الجنوب من الجو الرائع، ولا يعوز مسرتي غير أخبارك.»
ناپیژندل شوی مخ