بسمارک: د یوه مبارز ژوند

کاډیل زوکایتر d. 1377 AH
153

بسمارک: د یوه مبارز ژوند

بسمارك: حياة مكافح

ژانرونه

ويتبع بسمارك لاسال في الجزء الثاني من برنامجه، فيغري هذا الاشتراكي ذلك الوزير الرجعي موفقا بتأليف جميعات للإنتاج وبإقراض العمال مائة مليون وبجعل الدولة مستصنعا كبيرا، ويريد لاسال إقامة دولة اشتراكية وفق مذهب ماركس الجديد، ويريد بسمارك تقوية الدولة الملكية بتوسيع سلطاتها، ويريد كلا الرجلين بلوغ غايات مختلفة بوسائل واحدة كما في مسألة التصويت العام، وتمضي سنوات فيصف بسمارك تلك الأساليب ب «الأمور الجدية الرزينة»، وبسمارك يكتفي الآن بشكره للاسال إرساله إليه كراسة جامعة لتلك الآراء.

ولاسال هو من الزهو ما لا يطيق معه ذلك، فكان على بسمارك أن يسلم تلك الكراسة إلى الملك حتى يعلم ولهلم «أية مملكة تكون في المستقبل»، ويتوجع لاسال فيرغب في محادثة الوزير في الأمر، وتزعج تلك اللهجة بسمارك، ولا يقطع بسمارك صلته بلاسال، بل يماطل، وهكذا لا يرى لاسال مرة أخرى لما كان موت لاسال في المبارزة بتلك السنة.

ولاسال مع ذلك استطاع في الربيع من تلك السنة أن يمهد لقبول الملك وفدا من فقراء الحاكة بسليزية قبولا حسنا، وكان هذا حادثا مهما منقطع النظير قبل ذلك الحين في بروسية، ويخرج أولئك الحوكة الجياع من حضرة المليك فيجدون بسمارك في غرفة الانتظار، فيسألهم ثم يقول لهم: «أخشى ألا تأكلوا إوزا مشويا بسرعة لا تعدو يوم الأحد القادم!» وهنالك يقف أولئك الفقراء مرتعشين، وهنالك يقف جمهور من البائسين الخائفين من الكبو على الأرض الذهبية المشمعة في القصر الملكي، والآن يلاقيهم رئيس الوزراء، فيوسع بنكتته الهائلة تلك الهوة التي وجب عليه آنئذ أن يهتبل فرصة إقامة جسر عليها مترفقا، ويشعر العمال بانقباض صدر حتى بين البسط التركية والتماثيل النصفية الرخامية في منزل لاسال الأنيق ببلفوستراس حيث خفوا إلى زيارته، ولم يسر العمال بمنظر الصدر الرائعة التي ترى على ذلك الزعيم الشعبي فوق المنابر العامة؛ فالزعيم ليس من أمثالهم.

ويتخذ بسمارك تدابير فعالة لتقييد امتيازات المكاتب الاجتماعية، ويود بسمارك أن يستميل حزب العمال الجديد، ويحاول بسمارك أن يجتذب أربعة كتاب اشتراكيين بجانب لاسال، فيغدو مقاوم الضرائب لوتار بوشر مديرا لجريدة بسمارك - نوردوتشه - بعد سابق نفي ولاحق عفو، ويغدو معه مديرا براس الذي كان قد أنشد قائلا: «ندهن بالأحمر، نجيد الدهن، ندهن بدم الطغاة!» ويتبع ليبكنخت براس، ويوصي بسمارك بوشر بأن يضم كارل ماركس إلى إدارة الجريدة، ويرفض ماركس ذلك، ويتملص ليبكنخت لما أبصره من ارتشاء براس، ويبقى بوشر عشرين عاما، ويرى الشريف المسعار بسمارك مرة أخرى من خلال تلك المغامرات في جمع الجنود من معسكر العدو.

وبسمارك - في الوقت ذاته - اشتراكي حكومي، فلما أصغى عمدة إحدى النواحي إلى ما قاله المستصنعون وحدهم حول فقر حوكة سيليزية مستندين إلى ما ذكره شرطي سأل بسمارك غاضبا عن السبب «في عدم اتخاذه وجهة نظر عادلة يمكن أن تعرف بها تلك المصاعب معرفة صائبة، وذلك بدلا من أن يتساوق مع مصالح المستصنعين فقط»، ويريد بسمارك أن يعزله لقلة نضجه، ويعين لجنة لدرس أجور العمال واحتياجاتهم الحيوية ووسائل مساعدتهم، «ولكي يستمع للعمال بواسطة أناس راشدين قادرين على الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة ضد المستصنعين»، وفي ذلك الحين يحمل بسمارك الملك على دفع سبعة آلاف تالير من ماله لإنشاء جمعية تعاون للإنتاج وفق خطط لاسال، «واختبارا لما يؤدي إليه تطبيق المبدأ على مقياس واسع من الممكنات والنفقات والنتائج»، ويجب تسجيل جمعية التعاون للإنتاج تلك، ويجب أن تكون تلك الجمعية من النشاط والاستقلال «ما يلزم لبيع السلع وما يمتع الحاكة بأقصى المنافع الممكنة فضلا عن أجورهم »؛ وهكذا يصبح بسمارك الاشتراكي الحكومي الأول في بروسية عن بغض للأحرار الأقوياء.

وفي ذلك الصيف يقتل لاسال بعيار ناري يصيبه به مكسال في مبارزة صادرة عن شعور بالشرف زائف، ويظل عمله بلا زعيم في الوقت العتيد، وتمضي سنة فتعلن وزارة الدولة معارضتها لكل محاولة اجتماعية، فيدرج بسمارك في التقرير قوله: «ينقص إلى أدنى حد ضروري للحياة طعام الحوكة المؤلف معظمه من حساء البطاطا، ومن حساء الطحين والملح ومن قليل دهن ومن قهوة الهندبا.»

ويقرأ بسمارك في ذلك التقرير قولا عن تقديم العمال في كل مكان طلبات واحدة لا يمكن الدولة تلبيتها فيكتب على هامشه بخطه الغليظ:

أذلك سبب لعدم إعانة الدولة أحدا؟ تستطيع الدولة أن تصنع ذلك!

فبتلك الكلمات الثلاث تهز إرادة بسمارك المنتجة مرة أخرى قضبان القفص الكبير الذي سجن فيه مع أبناء طبقته الأشراف، ومع كثير من الأحرار أيضا، وتلك الكلمات الثلاث هي صدى لمحادثات الشتاء الماضي حين حاول صاحب النفس النارية المتطلعة إلى المستقبل أن يفتنه.

الفصل السادس

ناپیژندل شوی مخ