بیروت او لبنان له یو قرن او نیمه پېړۍ راهیسې
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
ژانرونه
إن بلص الباشوات العادي أحدث ضجة كبرى، وإن كانت المبالغ المفروضة غير ضخمة إلا على الطبقات والأشخاص الذين هم في بحبوحة. ولما جاء المصريون فرضوا ضريبة جديدة تفوق الأولى أربعة أضعاف، ولكنها اعتبرت من المنافع العامة، وأكره جميع السكان على دفعها. كانت تجبى هذه الضرائب من الجميع، فلا يستثنى منها أحد حتى ذوو الفاقة والعجزة، أما المسيحيون - بوجه خاص - فلم يكن لهم ثمة عذر يعفيهم من دفعها.
الفصل الثالث
وصف بيروت
لا توحي مدينة بيروت - لأول وهلة - شيئا يثير الفضول؛ يلاحظ أنها حديثة العهد بتعاطي التجارة دون أن يدلنا شيء ما على أنها استطاعت جمع ثروات ضخمة.
إن مظهر المنازل الخارجي هو من أكثر المناظر بشاعة، والفكرة الأولى التي تتبادر إلى الذهن - إذا ما نظرنا بعين الاعتبار إلى الذين يقيمون فيها لأنها تنبئ عن حالتهم - هي أنه لا يمكن أن يكون في هذه المدينة سوى صناعيين غير ميسورين.
إن واجهات البيوت مبنية - على الغالب - بحجر غير منحوت، وقد أخذت الأيام على عاتقها مهمة تلوينها، يعاونها في ذلك الدخان والمطر والغبار. ولما كانت الأخشاب تستعمل أيضا كما أوجدتها الطبيعة؛ أي بلا صقل، فالأبواب والنوافذ تكون في أغلب الأحيان من لون الجدران.
أما ما يتعلق بتنسيق البيوت وترتيبها، فيجب أن لا نحسن الظن به. فعلى من يريد أن يلجها أن يحني رأسه قليلا أو كثيرا تبعا لقامته، وإذا أراد أن يطل من النافذة فعليه أن يزج جسمه بانحراف إذا كانت بدانته تفوق المعدل قليلا؛ فعلو الشبابيك هو على الأكثر متر واحد، وعرضها خمسة وسبعون سنتيمترا، يفصل بينها حاجز صغير. وهذا التدبير الذي يلجئون إليه ضروري لحماية الصغار؛ إذ إن هذه الشبابيك تقوم على ارتفاع عشرة سنتيمترات أو خمسة عشر سنتيمترا من أرض البيت.
كل ذلك يرجع إلى العادة المتبعة في الجلوس على الأرض، حتى إن الدواوين التي تصنع من فرش رقيقة جدا توضع على حصر. أما الذين أصيبوا قليلا بعدوى البذخ فإنهم يضعونها على مقاعد لا يتجاوز علوها السنتيمترات الثمانية أو العشرة.
ومنذ مدة ليست بالبعيدة كان الزجاج يكاد يكون غير معروف في مدينة بيروت. أما الآن فإننا صرنا نجده في منازل الأغنياء ...
إن الحواجز والمصاريع التي نجدها في الشرق لم نشاهدها إلا عند الأوروبيين. لقد اضطروا - ليستطيعوا أن يعيشوا في هذه المنازل - إلى ترتيبها وتوسيع أبوابها ونوافذها بقدر ما يسمح لهم المكان والعرف المتبع.
ناپیژندل شوی مخ