241

بیروت او لبنان له یو قرن او نیمه پېړۍ راهیسې

بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن

ژانرونه

وهنالك شيء آخر جدير بالملاحظة، وهو أن الجبلي ذو رأس حاد (مروس)؛ وسبب ذلك ضغط الجمجمة وشدها لدى ولادته ليتمكن من لبس الطربوش بسهولة عندما يشب. إن هؤلاء الرجال المساكين يجهلون المضار التي يعرضون لها أطفالهم طمعا في اجتناء منفعة عقيمة.

3

وإذا حافظت بضعة أعضاء أخرى من الجسم على شكلها الأولي، فإنها لا تلبث أن تصبح بدورها مروسة مثلها؛ فالأطفال يمددون في سرير يربطون فيه ويشدون كأنهم أجسام محنطة. ولكي يتمكنوا من قضاء حاجاتهم يضعون لهم إناء يثقبون السرير لإدخاله فيه بالمحل المناسب.

تعلن الولادات - في الجبل والمدينة - بهتافات الفرح الصاخبة إذا كان المولد ذكرا. أما إذا كان المولود فتاة فبالسكون الكئيب.

إن حفلات العماد عندهم تشبه تماما حفلاتنا. وجميع التشريفات والتبجيلات تخصص بالكهنة الذين يرافقون المعمد حديثا إلى المنزل.

يذهب الأولاد إلى المدرسة بعد أن يبلغوا الرابعة أو الخامسة من العمر. والمدارس التي يتلقون فيها دروسهم يقوم بنفقاتها دخل عقار ما اشتراه الأهلون، أو وقفه أحد الأتقياء، لينعم به المعلم الذي لا يكون دائما كاهن القرية. إنهم يعلمون فيها اللغتين: العربية والسريانية، ولا يكاد يحسن الصبيان القراءة حتى يحولهم ذووهم إلى العمل، فلا يلبثون أن ينسوا كل شيء. وهذه المدارس تكون خلال سبعة أو ثمانية أشهر من السنة في الهواء الطلق، أما بقية أيام السنة ففي غرفة صغيرة تابعة للكنيسة. وهم لا يلقنون صغارهم فيها إلا مبادئ القراءة البسيطة، أما القواعد فلا يتعلمون منها شيئا.

يتقاضى كهنة القرى حوالي مائة وخمسين فرنكا كل عام، يضاف إليهم دخلهم الخارجي وهو ضئيل جدا. إن الكهنة لا يمكنهم أن يتقاضوا أكثر من 37 سنتيما حسنة قداسهم، كما أنه لا يجوز لهم أن يقبضوا سلفا أكثر من حسنة خمسة قداسات.

والكاهن في لبنان هو الرجل السامي الكمال، فهو - في القرية التي يقيم فيها - قدرة الله الثانية. والفضل في هذا التأليه يعود كله إلى الصبغة الضعيفة التي يتميز بها في ثقافته عن العوام من الناس. إن صرامة الأساقفة؛ وبالتالي صرامة الكهنة، بعيدة إلى حد أن «الحرم» يلفظ عند أقل بادرة. لقد حرم كاهن ابنه لأنه حاول انتزاع العصا من يده إذ كان يضربه بها حتى كاد أن يقضي عليه.

وعلى أثر تأسيس المدارس لتثقيف الكهنة، لبى الدعوة عدد كبير من الطلاب ليكونوا كهنة غير متزوجين. إلا إنهم لم يستطيعوا خدمة النفوس إلا برضى الرعايا؛ لأن هؤلاء يفضلون، بل يطلبون أن يكون خوريهم متزوجا.

إن غباوة فلاحي الجرود العالية لا حد لها ولا شبه. أما فلاحو القرى المجاورة للمدن فنجد بينهم أناسا لبقين، دهاة، رغم أنهم لم ينالوا قسطا من العلم.

ناپیژندل شوی مخ