بیروت او لبنان له یو قرن او نیمه پېړۍ راهیسې
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
ژانرونه
يريد الخاصة من ناس هذه البلاد أن ينعموا هم أيضا كإكليروسها بالحماية الفرنسية، ولا غاية لهم من هذه الحماية إلا التخلص من دفع ميرة أملاكهم، وعدم محاكمتهم أمام محاكم بلادهم في دعاويهم العديدة، وما أكثرها عند الطبقات المرموقة المطبوعة على التنازع والخصام.
وأخيرا، وجدت بعد إقامتي مدة طويلة في تركيا أن براءات الحماية ما هي إلا امتيازات تنجي صاحبها من العقاب. والأشخاص الذين يحصلون عليها بطريقة مغايرة للقانون يكونون بالطبع ممن لا يردعهم رادع، بعد أن يروا أنفسهم محميين. إنهم يقومون بأعمال خطرة مغايرة للقانون، ويفترون على البشر، ويرتكبون جميع ضروب المظالم؛ فيتبعون السلطة - بصورة متواصلة - بدسائسهم التي يدبرونها لها.
كان على الموارنة، من وقت إلى آخر، أن يؤدوا فروض الطاعة والخضوع للسدة الرسولية المقدسة، فكل بطريرك يجب عليه خلال عشر سنوات تلي انتخابه أن يزور رومية.
7
إلا أن الحوادث التي كانت تطرأ لم تكن تسمح دائما أن يؤدي البطريرك بنفسه هذا الواجب؛ فكان يوفد نائبا عنه.
ولما ارتقى الباب لاون العاشر إلى السدة الرسولية، ذهب أحد هؤلاء البطاركة - وفقا للقانون - لكي يجدد خضوعه للكنيسة البطرسية واعترافه بعقائدها. وعام 1596 أوفد إليهم البابا أكليمنضوس الثامن، الأب جيرولامو دنديني المنخرط في سلك الجمعية اليسوعية لينظر في فض بعض الشئون المختلف عليها، والقائم الجدل حولها. ولما كان النظام الكنسي لم يكن قد استقر بعد بصورة نهائية فقد طلب البطريرك يوسف من الكرسي الرسولي أن يصلحه بما له من سلطان، فيقطع دابر الخلاف. رفع هذا الطلب إلى البابا أكليمنضوس الثاني عشر، والتمس منه أن يوفد لهذه الغاية زائرا رسوليا إلى جبل لبنان.
وبالاستناد إلى هذا الطلب قرر المجمع المقدس بتاريخ 24 تموز سنة 1735 وجوب إيفاد قاصد رسولي من قبله ليشترك مع البطاركة ورؤساء الأساقفة والأساقفة الموارنة، فيعقد مجمعا مليا تبحث فيه النقاط المستوجبة البحث، ويلغي كل ما طرأ على الطقسيات المارونية إذا كان يضاد العقيدة الرومانية. أما القضايا العويصة الحل فيحفظ حق الفصل فيها للمجمع المقدس.
وبناء على ذلك أوفد البابا المونسنيور السمعاني حافظ مكتبة الفاتيكان، وهو ماروني لبناني، بعد أن منحه صلاحية مطلقة في بحث هذه الشئون وحلها، فاستقبل بسرور عظيم.
التأم المجمع في دير القديسة مريم في اللويزة من كسروان بتاريخ 28 أيلول سنة 1736، وأنهى أعماله بتاريخ 3 تشرين أول، وطبعت مقررات المجمع اللبناني في دير الروم الكاثوليك - دير مار يوحنا بالشوير، حيث يوجد مطبعة عربية - على نفقة قنصل فرنسا في بيروت، وهو من آل الخازن.
وخلال تلك الفترة توفي البابا فلم يعمم ولم ينفذ ما قرره المجمع في جبل لبنان إلا عام 1741 على عهد خلفه بندكتوس الرابع عشر.
ناپیژندل شوی مخ